ظهرت فرقة الحشاشين ” النزارية _ الفدائية او الفداوية ” في القرن الخامس الهجري بسبب خلاف سياسي فاطمي ، وكان زعيمها الأول هو أحمد بن العطاش الذي مات وخلفه شخصية رهيبة من اخطر الشخصيات في التاريخ وهو ” الحسن بن الصباح “
كان هذا الرجل شديد الذكاء الي درجة العبقرية شديد الدهاء والصبر واسع العلم والإطلاع في الفلك والكيمياء والنبات والفلسفة وطباع الإنسان وخصائصه بالإضافة الي كونه عالم دين شيعي وكان رفيق وصديق ل عمر الخيام فترة الشباب وحدث انه قتل ولده الوحيد ذبحا بيده لأنه علم انه شرب الخمر ..
كان شديد النحول ، بائن الطول ، غائر العينين اسودهما ، له صوت عميق ونظرات متفرسة غامضة وشخصية متزنة قوية ولسان بليغ قليل الكلام شديد الحقد علي أهل السنة وكان يحالف الصليبيين ويخدم مشروعهم الدموي .
قام هذا الرجل بالإستيلاء علي قلعة ” آلاموت ” وهي قلعة حصينة في بلدة تسمي ” رود بار ” علي نهر تبعد 100 كيلوا من طهران الحالية تقريبا ..
المهم _ حتي لا نطيل عليكم ..
كان هذا الرجل قد جمع لنفسه مجموعة من ” الأتباع ” فاختارهم بعناية ممن تميزوا بالقوة الجسدية و الذكاء البسيط و الطاعة العمياء فانشأ لهم حديقة ضخمة تمتلئ بالزهور النادرة والأشجار السامقة والفواكة المختلفة و الفتيات الحسان والحيوانات النادرة ..
كان الصباح يقدم للتابع ” الفدائي ” شراب الحشيش فيخدر فيذهبوا به الي الحديقة فيستفيق فيسأل الجواري فيقولون له هذه ” الجنة ” فيظل بها ثم يسقونه مرة اخري فيتخدر فيعود الي مكان اللقاء الاول مع الحسن الصباح الذي يقول له لو اطعتني فأنت في طاعة الله و سوف تظل في الجنة خالدا مخلدا اذا قدمت روحك شهيدا لله ولدينه ..
كان ” الفداوية ” يتم بثهم في الجيوش كعمال او جنود وفي المساجد كطلبة علم او مصلين او خدم في القصور ويعملون ك ” جاسوس نائم ” يظل في مكانه حتي يطلب منه قتل ضحيته من الصالحين العاملين لدين الله سواء كان ” ملك _ وزير _ قائد _ عالم ” وكانو يقتلون بالخناجر المسمومة التي اعدها لهم الصباح بنفسه ودربهم عليها لتنفيذ مهماتهم الإنتحارية …
كانت تلك الفرقة تضرب اي دولة سنية سواء كانت الخلافة العباسية او دولة السلاجقة او الزنكيين او الاتابكية وكل هذا خدمة لسيدتهم دولة الشيعة الفاطمية …
قتل هؤلاء من نخبة قادة المسلمين الكثيرين مثل اعظم وزير بعد الخلفاء وهو ” نظام الملك ” و مودود أتابك الموصل _ وجناح الدولة حسين _ والافضل الفاطمي عدوهم السياسي “
وكان يتم تأجيرهم واستخدامهم من قبل الحكام والأمراء المسلمين الخائنين في صراعهم لأجل نفوذهم السياسي في فترة الصليبيين الحرجة .
تعد تلك الفرقة ” الفداوية ” من اخطر واعظم حركات الإغتيال السرية في التاريخ الإنساني بشكل عام لدقة تنظيمها واخلاص اتباعها لزعيمهم و ظلت تلك الحركة شوكة في نحر المسلمين حتي سلط الله عليهم التتار فاقتحموا القلعة بخسائر فادحة تسلقا بالحبال و حرقوها وما زالت قائمة حتي الآن كتراث فارسي يفتخرون به ..
العجيب هنا شئ : ان هذا الرجل استطاع ان يكون اتباع له بقدراته الشخصية القيادية وملكاته ومهاراته الشخصية الفذة وعلومه المتعددة وكان العامل المساعد له هو ” الحشيش ” ..
نتعجب من بعض الأتباع الأشد حماقة الذين يؤيدون كل الاخرق الغبي و الذي لا يقدم حشيش ولا يدخلهم جنة مزيفة ولا يملك اي قدرات قيادية خاصة ولا عامة وكلامه يثير الإستهجان ومظهره يثير السخرية والضحك فكيف تبعه ووثق فيه هذا العدد الضخم من الأتباع الحمقي ؟
كتبه#أحمد_الحماحمي