ديوان أضغاث أقلام
أضغاث أقلام
أضغاث أقلام
قلــمــي قـبـطـــــانٌ مختـــــــــالٌ في بحــــر الأشعــــــار الثائــــر
يلهــــو بسفينــــي في حــــــــذْقٍ ويحومُ بقلبـــــي كالطــــــــائر
يشتــــــاق الـــــــــدرُّ إذا يطفــو ويحــــــن لــــه النجـــــم النائر
تهـــــــواه بناتٌ من فكـــــــــري إذْ يشـــــدو بالبيــــــــتِ العامِــر
ربــــــان النفــس، لَكَـــم يسعى ما بيــــن الخافــــق والخـــاطر
أســــقيــــــه رحيقــًا مختــومــــًا ورصاصـــًا للباغــــــي الفاجــر
يأتي بالحكمـــــة مــــن بحــــري يحــــــدو أســـــرارًا وســــــرائر
يـصــــرعُ قـرصانَ رواياتــــي بصريــــــر الأقــلامِ الباتــــــــر
أضغـــــــــاثُ الحُلـــــــمِ تراوده فيراودُ شيطــــــانَ الشاعــــــــر
أضغاثُ الحبــــــــر تحرّضـــــه فيفّســـــــر أحجيــــــةَ الساحــر
يفشـــــــي أسرارَ وساداتــــــــي يعْـبُــــرُ أحلامــــــًا ومشاعـــــر
يرسمُ لوعاتــــــــي مكســـــــورًا ويثيــــــرُ القلــــــــبَ المتآمِـــــر
يلقي خيبـــــــاتِ حكاياتــــــــــي في جـــــبِّ الآلامِ الغائــــــــــــر
فإذا ما يبســــت أوراقــــــــــــي بخريف العمـــــــر المتطايــــــر
يُرسلني فــــي كفِّ خيالــــــــــي لسحـــــــائبِ غيــــبٍ وخواطــر
فأعـــــــودُ بفيــــــــضِ سماواتي كي أطفــــــئَ بركانــــــي الفائـــر
وإذا تغرقنـــــــي أفكـــــــــاري في بئـــــــر الأحلام الساحــــــر
آوي لجِبــــــــالٍ تعصمُنـــــــــي في بحـــــــر الأشعـــــار الهـادر
تقديم
في زمن تندر فيه الشواعر اللواتي يتخذن من الفصحى شاشةً تنقل ما يدور بقلبهن وبعقلهن في ثوب أدبي.. تُطل علينا الشاعرة إيمان بُشناق بديوانها “أضغاث أقلام”.
ولا تكتفي بسرد أفكارها بل تتجاوز ذلك إلى أن تضعها في المكانة المناسبة من حيث قوة اللغة وسلامة الوزن، وسبك البناء الشعري، وقد آثرت الشكل العمودي، مع الأخذ في الاعتبار أنها تجيد كتابة الشعر العامي أيضا، وشعر التفعيلة.
وسأضرب مثالا بلغة الشاعرة التي تشير إلى ثقافتها الدينية التي تجلت في العديد من المفردات القرآنية، و
أيضا تشير إلى التصاقها بالواقع واستخدامها للمفردات الحية،
ولعلها أشارت إلى ذلك في قولها:
وبنــــاتُ الأفكــــــارِ انسلـت ,,,لتراودَ نــــــورًا.. يغشـــــــاهُ
قد صاغت من شَغَفِـي شِعراً,,, والـقـلــــــبُ الـعاشـــقُ غـنَّاه
ورغم حضور الصوت الأنثوي في قصائدها ـ وهو يحسب لها ـ نجدها لم تقف عند هذا الحد، لكن ظهر جانب آخر من جوانب تفكيرها، وهو انشغالها بالهم الوطني والعربي، فتجدها تتحدث كثيرًا عن وطنها، ولا أقصد هنا حديث الخطابية والمباشرة، ولكن حديث العالم بتاريخ بلده، القارئ لواقعه،
ولعل هذا ما نراه في قولها:
ساءلنـــــــي في شغفٍ ولدي فانطلــــقَ كما الخيــل لساني
ولمحـــــت جــــدودي أقمارًا في صفحـــــةِ كتبِ الوُجدانِ
عُــــرسٌ تاريخـــــــــيٌّ يُتلى بسخــــــــاءٍ يضـوي الأكوانِ
فرعونــــــيٌّ أوقبطــــــــــيٌّ إسلامـــــيٌّ أو رومانـــــــــي
قصصٌ كالدُرِّ هنــــا فُرِطـتْ مِنْ عِقـــــدِ الوادي المُــزدانِ
ختامًا.. أشرت إلى قليلٍ من كثير، وسأنسحب لأترك الحكم الأول والأخير للقارئ.
ديوان أضغاث أقلام للشاعرة إيمان بشناق
ديوان فصحى خليلي في أغراض مختلفة من الشعر
معرض القاهرة الدولي
دار فنون