قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”
بينما نحن مشغولون في تحقيق اهدافنا في هذه الدنيا , فاننا ننسي اهم شئ
#ننسي انفسنا , ننسي حياتنا
ثم وفي حين غفلة ننظر حولنا فلا نجد من كانوا هنا
لقد ذهبوا .. كانوا بمثابة جزء من حياتنا .. بل كانوا هم حياتنا بالفعل , فبدونهم نشعر بالنقص , وبان حياتنا التي كنا نخطط لها ومستقبلنا الذي كنا نرسمه اصبح من المستحيل تحقيقهم , فربما نستطيع جني الاموال او الحصول علي المنصب او اي شئ كنا نريده , الا اننا لن نستطيع ان نعيد الميت الي الحياة مرة اخري , وسيبقي مكانه فارغا مظلما بداخلنا , ولن نجد فيه سوي الشوق والوحدة والقليل من الذكرايات التي سنتمني ان نعيشها مرة اخري.
في تمام الساعة السادسة وعشر دقائق
استيقظت علي صوت اعرفه جيدا
صوت يأتي من المسجد
انتقل الي رحمة الله تعالي , الحاج عبدالحميد
سمعت صوت المنادي ولم استوعبه ؟
ماذا يعني هذا الكلام ! هل مات ! كيف !!
ألن اسمعه يؤذن مرة اخري ؟
ألن اسمعه يردد الحديث الذي حفظته منه
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”
ألن اراه يوزع الحلوي في صباح يوم العيد
صحيح انني لم اعد طفلا , الا انني لا ازال املك هذا الاحساس بداخلي .. احساس الطفل الذي ينتظر الحلوي من ذاك الرجل المبتسم , لازلت اراه امامي وهو يردد تكبيرات العيد بصوته المميز
هذا الصوت الذي تعودت ان اسمعه منذ ان عرفت اذناي السمع..
استيقظ في ليالي الشتاء الباردة عقب كابوس مزعج وانا في قمة الخوف , فانتظر ذالك الصوت
صوت الحاج عبدالحميد وهو يؤذن الفجر لكي يطمأن قلبي , يالسذاجتي
لقد كنت انتظر سماع اذان الفجر حتي انام !!
لم اكن اعلم حتي انه علي القيام للصلاة , فقد كنت طفلا صغيرا , ربما لم اكن افهم حتي معني هذه الالفاظ التي يرددها , الا انني كنت اعلم ان الخوف سيذهب وستحل مكانه الطمأنينة و السكينة بمجرد سماعي لهذا الصوت الندي
مرت الايام وتغير كل شئ ,, حتي انا تغيرت
الا ان شيئا واحدا ظل ثابتا
صوت الحاج عبدالحميد وهو يؤذن
رغم تغير حياتي وافكاري وكل شئ تقريبا , الا انني بقيت استيقظ علي صوته واستمتع بهذا الاذان , دون ان افكر انه سيأتي يوم لا اسمع فيه صوت الحاج عبدالحميد
ولاكن اليوم قد حدث مالم يخطر علي بالي
لقد مات
مات الحاج عبدالحميد
مات هو , ولاكن صوته لم يمت بعد
فانا الان اسمعه بداخلي وهو يردد
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم”ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”