تائه في الميناء

تائه في الميناء
تبدأ القصة في مدينة بورسعيد مع العامل”اسماعيل” الذي يعمل في ميناء بورسعيد بالأجرة وكان يسكن في حجرة صغيرة مع والدته في الحي التجاري وكانت تسكن في البيت المقابل وهو بيت طالبات الطالبة”حنان” حيث كانت تدرس في كلية التجارة جامعة بورسعيد على الرغم من انها تقيم في القاهرة وكانت حنان معجبة ب”اسماعيل” وكانت تنظر إليه من شرفة بيت الطالبات المطلة على الشاعر فكلما يذهب أو ياتي كانت تقف وتفكر فيه…وعندما ينتهي من عمله ويعود تكون هي مطلة من الشباك وتكون قد انتهت من دراستها وكانوا يتحدثوا بكلمات معدودة من الشباك …وكان في الوقت نفسه معجب بها وكان يفكر فيها وفي ذات يوم كانت تقف في شرفة غرفتها في بيت الطالبات فتجرأ وتعرف عليها وظلا هما الاثنين يتبادلا اظراف الحديث حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي …وفي ليلة من ذات الليالي وهما يتبادلا الحديث في الشرفات هم وقال لها:آنسة حنان…انا معجب بك من اول يوم تحدثنا فيه بل ومن اول يوم شاهدتك فيه
حنان مندهشة:معجب؟كيف ؟لقد فاجأتني…لا انكر أنها احلى مفاجأة في حياتي…ولكن بصراحة أنا معجبة بك بشدة
اسماعيل:لكن بصراحة…انا ظروفي صعبة …انا اعمل بالاجرة واكسب قوت يومي بيومه واصرف على والدتي العجوز وليس لدي ما يكفيني لأكون اسرة
حنان:لا عليك ولا تقلق نحن معاً وسأعمل بعد أن أنتهي من دراستي أساعدك ونكون معاً أسرة سعيدة….
وظلا في ذلك اليوم يتناقشا ويتبادلا اطراف الحديث حتى آذان الفجر …فاندهشت حنان:ما هذا آذان الفجر؟ واندهش اسماعيل:آذان الفجر؟ …تصبحي على خير أو بالاحرى صباح الخير ….ساعات قليلة وسأذهب لعملي…حنان:وأنا سأكون في الكلية
ولم ينم اسماعيل لكنه ظل مستيقظ يفكر في الموضوع لكي يدبر اموره للزواج من حنان فيقول:ماذا افعل الآن؟ أنا لا املك سوى قوت يومي …ماذا افعل؟” وفجأة نهض من فراشه ونادى على حنان بصوت منخفض
اسماعيل:حنان …تعالى وجدتها
حنان:ماذا بك أتريد أن تفضحني؟
اسماعيل:وجدتها سأدبر نفقات الزواج وسنتزوج يا أميرتي …سأبحث عن عمل مناسب في فترة المساء يساعدنا على تدبير حياتنا
وفي صباح اليوم التالي نهض اسماعيل من فراشه وذهب لعمله كالمعتاد وهو في عمله الصباحي وجد شخص يبحث عن بائعين للعمل في محل مستلزمات منزلية في فترة المساء فذهب اسماعيل واتفق معه وذهب اليه في المساء واستلم عمله وفي المقابل كانت حنان قد انتهت من دراستها ووقفت تنتظره في شرفة غرفتها في بيت الطالبات حتى عاد اليها في وقت متأخر من الليل وروى لها ما حدث معه طوال النهار وكان سعيد جداً لأن المحل قريب من المنزل الذي يسكن فيه وأصبح يومه مقسماً ما بين العمل صباحاً في الميناء والعمل ليلاً في ذلك المحل حتى استطاع أن يدبر نفقات الزواج
وفي ذات ليلة من الليالي التقى اسماعيل بحنان جارته والتي يتحدث اليها عبر الشباك وقال لها:اسمعي…لقد مللت من تلك الاحاديث عبر الشبابيك ويسمعها الجيران فلماذا لا يكون لنا بيت يجمعنا ونتحدث به على راحتنا ويكون كاتم لأسرارنا؟
حنان:لا افهم ما تقصده…أتقصد أننا نتزوج؟ هل أنت في كامل قواك العقلية يا اسماعيل؟
اسماعيل:ما بك ؟الست تحبيني؟ حنان:نعم ولكنك فاجأتني….لا أنكر أنها أحلى مفاجأة في حياتي ولكن جاءت في غير وقتها…أنا لست مستعدة ثم لابد أن اخبر أهلي في القاهرة …ثم أنك لم تخبرني أين سنعيش بعد الزواج
صمت اسماعيل بعض الشيء ثم تنهد:سنعيش هنا في منزلي المتواضع مع والدتي هي سيدة عجوز مسكينة فليس معي ما يكفي لتدبير مسكن مستقل لنا
حنان:تلك وحدها مفاجأة لم تكن في الحسبان لا اعرف …أنا أحبك جدا ولا استطع العيش بدونك ولكن أخاف من فكرة العيش مع والدتك في منزل واحد
اسماعيل:لا تخافي والدتي سيدة كبيرة مسنة وطيبة وحنونة وستكون أم ثانية لكي وستحبك كثيرا
حنان:أنا عن نفسي موافقة وليس لدي أدنى مشكلة في ذلكولكن أرجوك اعطني فرصة لابعث لأهلى في القاهرة وأخبرهم بالموضوع….
وفجأة يؤذن الفجر وهو واقفين يتحدثوا عبر الشبابيك وهنا ودع اسماعيل محبوبته ليصلي الفجر ويسترح بعض الشيء لمواصلة عمله في الصباح التالي…
وفي صباح اليوم اتالي وقبل ذهابها للجامعة استيقظت حنان من نومها وامسكت بالورقة والقلم وبدأت في كتابة خطاب لأهلها في القاهرة تخبرهم عما حدث معهاوشرحت من خلاله كل شيء لأهلها في القاهرة وأخبرتهم عن كل ما يخص اسماعيل وطبيعة عمله صباح ومساء وارسلت الخطاب على عنوان منزلهم في القاهرة
وفي مساء نفس اليوم رن جرس باب المنزل في القاهرة وقام السيد كامل والد حنان بفتح الباب ليجد ساعي البريد يسلمه الخطاب ووجده من بورسعيد فنادتة والدة حنان السيدة ماجدة: من بالباب يا كامل؟
كامل: انه خطاب من ابنتك من بورسعيد
ماجدة:افتحه بسرعة كي اطمأن على ابنتي الوحيدة…أنا لا اعرف لماذا لا تأتي وتكمل دراستها هنا في القاهرة؟
كامل:لا اعرف ما سر قلقك عليها وهي قاربت على الانتهاء من دراستها فهي في السنة الثالثة الان وقاربت على نهاية العام…اتركيها تكمل دراستها على خير
كامل يتحدث وهو يفتح الخطاب يرى ما جاء فيه ويقرأ بعينه دون صوت وهو مندهش ثم يعطيه لزوجته ماجدة لتقرأه
ماجدة في اندهاش: ماهذا الذي تقوله ابنتك في الخطاب؟ وعن أي زواج تتحدث وهي ما زالت طالبة في الكلية …أنا سأرسل لها لتأتي وتشرح لنا باستفاضة أكثر ما الذي تقصده ومن هذا الشاب التي تتحدث عنه وماذا فعل لكي تتعلق به هكذا …ناهيك يا كامل لأنها تقول انها ستعيش مع والدته في نفس المنزل …لا انا لست مطمئنة سأدعوها تأتي واتحدث معها
كامل: لننتظر ان تأتي في أجازتها الاسبوعية ونستمع لوجهة نظرها وبعدها لكل حادث حديث
وبعد يومين من ارسال الخطاب لحنان في بورسعيد قررت حنان أن تسافر بنفسها لوالدتها في القاهرة وتشرح لها كل شيء بخصوص موضوع الزواج ففي مساء يوم الخميس بعد انتهاء يومها الدراسي سافرت حنان للقاهرة وعندما وصلت لمنزلها في السادس من اكتوبر فتحت حنان الباب ونادت والدتها متوجهة لغرفتها وأثناء ذهابها للغرفة نادتها والدتها بكل شدة وحزم
ماجدة بشدة وحزم:حنان…تعالي
حنان في خوف:نعم يا أمي…أين والدي؟ افتقده بشدة
ماجدة:دعينا من والدك…ما هذا الكلام الذي ارسلتيه لنا
حنان: نعم يا أمي…انه جاري في السكن المقابل لي هناك في بورسعيد ولقد احببنا بعضنا وسنتزوج كما شرحت لكم في الخطاب ولو سمحتي انا متعبة من السفر أريد ان آخذ حمامي واسترح بعض الشيء
هل هناك ما آكله؟
ماجدة:انتظري يا فتاة…اتحدث معكي …هل تستطيعي أن تقولي لي اين ستعيشي يعد الزواج ؟
حنان: اخبرتك في الخطاب أننا سنعيش مع والدته في مسكته لأنه لا يستطع يدبر لي سكن مستقل في الوقت الحالي أي انه وضع مؤقت وستكون لنا غرفة مستقلة
ماجدة منهشة: غرفة ضيقة؟ بعد هذا المستوى وهذا البيت الواسع الجميل هل ستتحملي؟
حنان: اكيد…طالما ساكون سعيدة مع الانسان الذي احبه لماذا الاعتراض؟ لأني ساعيش مع والدته…هذا كل ما يغضبك؟
ماجدة: نعم أنا غير راضية عن تلك الزيجة …ووالدك أيضاً غير راض عن هذا الموضوع
كامل وهو يخرج من غرفة المكتب:حنان…ابنتي …لقد افتقدك كثيراً كيف حالك وكيف حال دراستك في بورسعيد وكيف حال المناخ هناك؟
حنان : انا غير سعيدة لأن أمي غير راضية عما جاء في الخطاب
كامل: استريحي الآن وسنتحدث فيما بعد
حنان :اطمأن يا أبي كل شيء سيكون على ما يرام …فانا أسير على خطوات مستقيمة
تدخلت ماجدة: لا يا كامل….لم تسير على خطوات مستقيمة على الاطلاق …فنحن ارسلناها كي تدرس حسب نتيجة التنسيق ولكنها ذهبت تحب وستتزوج وتهمل دراستها
فتلتفت حنان:من قال أنني ساترك دراستي ؟لا يا والدي فأنا سأتزوج بل أنا ساكمل دراستي وربما آحذ الماجستير والدكتوراه واعمل واساعد زوجي ونرتقي لحال افضل
ماجدة:اذهبي وافعلي ماشئتي ولكني غير راضية تماما عن كل شيء
وهنا يتدحل كامل ويصطحب ابنته لغرفته كي يتناقشا في هدوء حول الموضوع
كامل:تعالى واجلسي يا ابنتي…مابك؟
حنان: يا ابي أنت تعلم أني فتاة مثل كل الفتيات …من حقي احب واختار الشخص الذي سأكمل معه حياتي بكامل ارادتي
كامل:نعم ولكب بصريح العبارة أنا أرى أنه اقل منك في المستوى العلمي والاجتماعيولا يستطع أن يسعدك يا ابنتي
حنان:اطمأن يا ابي…لا تخاف
هنا تتدخل ماجدة: اتركها تفعل ما تشاء فهي الآن مسؤولة عن نفسها ولا شان لنا بها…من تلك اللحظة أنا لست والدتك …ولا نمت لك بأي صلة على الاطلاق
حنان:لكي ما تشائي ووداعا فأنا سأسافر لأستعد لأسبوع دراسي جديد وللزواج أيضاً…وداع يا ابي
ماجدة:لا تخاطبيني …أنا لست والدة احد
وفي صباح اليوم التالي حملت حنان حقيبتها وتوجهت لمحطة القطار واخذت القطار المتجه لبورسعيد وعندما وصلت لمحل السكن التي تسكن فيه لحقت باسماعيل قبل أن يذهب لعمله وأخبرته انها موافقة على الزواج والسكن مع والدته في نفس المنزل وأخبرته بان يبدأ في اعداد منزل الزوجية حتى يليق بالعروسين السعيدين…وبعد مرور شهر قام فيه اسماعيل بترميم المنزل ودهانه تزوجا هو وحنان وذهبا لقضاء شهر العسل في الاسكندرية ثم عادوا لمنزلهم في بورسعيد حتى عادت حنان للدراسة وعاد اسماعيل لأعماله في الصباح والمساء
وبعد ثلاث اشهر من الزواج وكانت حنان اوشكت على الانتهاء من دراستها ومقبلة على امتحانات السنة الثالثة وفجاة وهي تذاكر في غرفتها وحدها شعرت ذات ليلة بآلام في معدتها وانها لم تستطع التركيز في المذاكرة فذهبت لحماتها السيدة “حسنات” وهي تتوجع من معدتها وتشكو من دوار في رأسها
حنان :انقذيني يا حماتي ..اشعر بآلام في معدتي ودوار في رأسي ولا استطع التركيز في مذاكرتي وامتحانات نهاية العام على الابواب
حسنات: وماذا افعل لك الآن أنا سيدة مسنة لا استطع الحركة….عندما يأتي زوجك من عمله يأخذك للطبيب والآن اذهبي واحضري لي كوب من الماء
حنان: تفضلي الماء
وهنا يكون قد عاد اسماعيل للمنزل فيجد والدته تبكي بحرقة فيسألها: ماذا يبكيكي يا امي؟
حسنات: أبكي من تصرفات زوجتك المصونة
اسماعيل: وماذا فعلت حنان يا امي؟ انها بنت طيبة وجميلة وتحبك بشدة
حسنات: طلبت منها كوب من الماء فشتمتني وقالت لي بكل وقاحة…ألم تشاهدي كم أنا متعبة ولا استطع المذاكرة ؟ وكيف تطلبي مني كوب من الماء؟ وتركتني واغلقت الباب في وجهي ويتركها اسماعيل ويتوجه إلى حنان في غرفته ليجدها متعبة من المذاكرة وتشكو من معدتها ومن الدوار في رأسها
اسماعيل في لهجة قاسية: ما الذي فعلتيه مع والدتي؟ لابد ان تكوني أرقى من ذلك فهي سيدة كبيرة مسنة ولا تستطع خدمة احد
حنان: أنا لم أفعل شيء يجعلها تبكي على الاطلاق بل أحضرت لها كوب الماء وأنا متعبة أشكو من ألم شديد في معدتي ودوار في رأسي ناهيك على أني مقبلة على امتحانات نهاية السنة الثالثة …ماذا افعل فأنا متوترة جدا
اسماعيل: إذن تعالي آخذك للطبيب …حنان: لا داعي للطبيب يا حبيبي فالوقت متأخر وأنت متعب من عملك …بالتأكيد جوعان…ساحضر لك العشاء
وفجأة وهي ذاهبة من غرفتها للمطبخ لتحضر لزوجها العشاء وقعت حنان في الارض مغمياً عليها ….فأسرع اسماعيل ليحمل زوجته إلى السرير وتركها مع والدته ونزل يجري هنا وهناك يبحث عن طبيب حتى وجده وأخذه إلى المنزل وكشف على حنان وقال له:مبروك يا استاذ …المدام حامل
اسماعيل مندهش:حامل؟ الآن؟
الطبيب: لماذا أنت حزين هكذا؟ ألستوا متزوجان؟ اسماعيل: نعم ولكن الظروف الآن لا تسمح
الطبيب: لا تحزن فكل طفل ينزل ومعه رزقه الذي كتبه الله له …فلا تحزن ولا تجعل زوجتك تنفعل لأنه خطر عليها في شهور الحمل الاولى بالتحديد …لقد اعطيتها عقار مهدئ
اسماعيل: هل هناك خطورة عليهامن اي نوع؟
الطبيب: لا اطمأن اسماعيل: شكرا لك يا دكتور …مع السلامة
هنا استيقظت حنان من نومها ودخل لها زوجها وهو يضحك وفرحان بالخبر الجميل وبشرها بقدوم طفلهما الجميل فاندهشت:طفل؟ الآن؟ لكنني كنت مخططة ان أنتهي من دراستي أولا ثم أفكر في الاطفال حتى لا اتعطل عن دراستي وانتهي منها لأساعدك
اسماعيل: لا عليكي يا حبيبتي ولا تفكري…فكل شيء سيكون على ما يرام ..المهم ألا ترهقي نفسك من أجل طفلنا القادم وتهتمي بمذاكرتك فقط …هيا ننام الآن وسنخبر والدتي في الصباح الباكر
في صباح اليوم التالي استيقظ اسماعيل من النوم وذهب لوالدته قبل ان تستيقظ حنان ليخبرها بما حدث في الليلة الماضية ويخبرها بالخبر السعيد والطفل المنتظر ولكن لللأسف لم تكن أمه سعيدة بهذا الخبر وهي تحمل الهم الكبير لأن اسماعيل مازال في بداية حياته العملية والزوجية ولا يزال يعمل ليلاً ونهاراً كي يدبر نفقات اسرته الصغيرة فكيف سيتحمل نفقات طفل صغير يحتاج لنفقات كثيرة وتحمل هم الجلوس به لأن والدته مازالت تدرس
وبعد شهرين من هذا اليوم جاءت امتحانات نهاية السنة الثالثة في الجامعة وكانت حنان في الشهر الثالث من الحمل وكانت في اعياء شديد …ومضت الامتحانات ومضي شهرين وقد أصبحت حنان في الشهر الخامس من حملها وظهرت نتيجة الامتحانات ورسبت حنان وستضطر لاعادة السنة الثالثة لأول مرة منذ دخولها الجامعة
وفي صباح اليوم التالي رن جرس باب بيت الطالبات التي كانت تسكن به حنان قبل الزواج وعندما فتحت الاستاذة “رباب” مديرة البيت الباب وجدته ساعي البريد يسأل عن حنان ومعه خطاب لها وقالت له أنها ليست هنا ووصفت له بيتها الجديد ..فذهب الساعي ورن جرس الباب وفتحت الحاجة حسنات واستلمت خطاب لحنان وشكرت الساعي وانصرف …وفتحت السيدة حسنات الخطاب وقراته من خلف ظهر حنان …ثم اغلقته ودخلت لحنان الغرفة وهي نائمة في السرير وقالت لها وهي تلقي الخطاب : اتفضلي…هذا لكي…
حنان: ماهذا؟ حسنات: انه خطاب لكي من القاهرة
حنان مندهشة: من القاهرة؟ حسنات : نعم انه من والدتك
حنان: وكيف عرفتي؟ حسنات: مجرد تخمين
حنان: مجرد تخمين؟ شكرا لك على كل حال
عندما نظرت حنان للخطاب وهي تفتحه لتقرأه وجدته مفتوحا …فتقرأه وتدعه مفتوح لتشهد زوجها على تصرفات والدته وتقرأ الخطاب لتجد والدتها تسألها عن نتيجة امتحانات نهاية العام
وأخذت حنان تقرأ في الخطاب وهي في حيرة من أمرها لأن والدتها مشغولة على نتيجة الامتحانات وجلست حنان على سريرها وهي تفكر وتقول في قرارة نفسها” ماذا سأقول لوالدتي؟ أكذب؟ اقول أنني نجحت في الامتحانات؟سأنتقل للسنة النهائية؟ أم اقول الحقيقة؟ …فلو قلت الحقيقة سوف تتشفى أمي في…وتفرح لأن هذا جزاء ما عصيتها وتركتها وتزوجت …لا اعرف ماذا اكتب لها وماذا سأفعل معها؟”
وبعد ساعة من وصول الخطاب ظلت حنان تفكر فيها ماذا ستقول في الرد فقررت أن الكذب ليس له أرجل وفكرت أن تصارحها بالحقيقة وأنها رسبت وتخبرها بانها ستعود لصوابها وستنجح في العام القادم
ودخل عليها اسماعيل الغرفة ووجدها جالسة تكتب الخطاب ووجد جانبها خطاب والدتها فاخذ يسالها
اسماعيل: خطاب غرامي؟
حنان: لا خطاب لوالدتي لأرد على خطابها الذي وصلني اليوم منها فارادت أن تطمئن على نتيجة امتحانات نهاية العام …اتفضل اقراه
اسماعيل: آسف يا حبيبتي ولكنك تعلمين انني أحبك كثيراً ولا اتحمل أن تعرفي غيري حتى ولو زملاؤك في الجامعة
حنان: كنت أتوقع ان تلوم والدتك بدلا مني لأنها فتحت الخطاب من خلف ظهري وقرأته دون علمي
اسماعيل: امعقول هذا؟ لا أصدق بصراحة لأنها لا تفعل ذلك فانا اعرف والدتي جيداً
حنان: لا أصدق أتقول عليا كاذبة ؟ ماهذا الذي اسمعه ولماذا أكذب من الاساس ؟والدتك هي التي استلمت الخطاب من الساعي وفتحته وقراته وأنا مستلقاة في سريري وظنت انها أغلقته ولكن عندما فتحته لأقرأه وجدته مفتوح …أنا لا أكذب ويمكنك أن تسألها
اسماعيل:حنان…للمرة الآولى والأخيرة انذرك…اتركي والدتي ودعيها لشانها …إنها سيدة كبيرة ومريضة ..زغما أن تعامليها بالحسنى أو تتركيها لحالها …ويدير ظهره ويتركها غاضبا
ويذهب اسماعيل في السر لوالدته وسألها: أمي…أفتحتي الخطاب بالفعل من وراء حنان وقرأتيه؟ حسنات: اقسم بالله أنا لم افعل ذلك يا ابني
اسماعيل: إذن كيف عرفتي انه من والدتها؟
حسنات:خمنت عندما وجدته مكتوب عليه القاهرة دون ان افتحه
وتركهم اسماعيل وذهب لعمله المسائي في المحل …وظل الحال على ما هو عليه طيلة اشهر الحمل الباقية…وفي ليلة شتاء الجو كان قارص البرودة والمطر ينزل بكثافة وكانت السماء ملبدة بالغيوم وكانت الساعة الحادية عشر مساء والكل في نوم عميق تحت البطاطين فيستيقظوا على اصوات قادمة من غرفة حنان فتسرع الحاجة حسنات لتجد حنان تشكو من آلام الوضع وفجأة ينهض اسماعيل ويحمل حنان وينزل في هذا الجو ويجري بها يمين وشمال ليجد مستشفى للولادةويسرع اسماعيل حتى يجد مستشفى قريبة من منزله لتضع حنان مولودها الاول “كرم” وبعدها بيومين تخرج حنان من المستشفى ومعها “كرم” وتصل المنزل لتمسك بالورقة و القلم وتبدأ في كتابة خطاب لأهلها في القاهرة تبشرهم بقدوم اول حفيد لهم
وفي صباح اليوم التالي رن جرس الباب في القاهرة لتفتح السيدة ماجدة وتجده ساعي البريديقدم لها الخطاب ويقول لها انه من بورسعيد فتغلق الباب في وجهه فياتي من خلفها السيد كامل ويناديها بكل حزم: ماجدة…استلمي الخطاب…أود أن أطمأن على ابنتي الوحيدة
ماجدة:اتفضل اطمأن انت انا لا اريد اسمع شيء ولا اعرف عنها شيء
كامل:لماذا اليست هي ابنتنا الوحيدة؟الستي مبسوطة انها تزوجت واستقرت مع من اختاره قلبها؟الستي تريدين الاطمئنان عليها؟ أنا ساقرأ الخطاب وأطمأنك
يقرأ السيد كامل الخطاب في صوت عال كي تسمع ماجدة ما جاء فيه من أخبار سارة وعندما تسمع خبر قدوم حفيد لها تبكي في صمت وتتمتم في قرارة نفسها”لماذا فعلتي كل هذا بي يا ابنتي؟ لماذا تحرميني من رؤية حفيدي؟” وتبكي…وينتهي السيد كامل من قراءة الخطاب ينهض ويقول لزوجته:هيا يا ماجدة سنحمل حالنا ونذهب لنبارك هذا المولود الجديد…ز
ماجدة:لن أذهب …اذهب انت…افرح بحفيدك…العب معه …واتركني وحدي
كامل: لا يا ماجدة…لا يصح ان تتركي ابنتك وحدها في مثل تلك الظروف….ودعينا من تلك الاحزان وهيا لنسافر…انا مشتاق لرؤية هذا المفعوص الصغير حفيدي
ماجدة: أيمكننا تأجيل السفر يومان؟كامل: لا استطع الانتظار
ماجدة:أمرك وتنهض لتحزم حقائبها وتسافر….وهي تبكي حزينة على موقفها من ابنتها وتفكر كيف ستقابل زوج ابنتها وامه وكيف ستواجه حنان بعد هذا الموقف؟
وبعد أن انتهت من تجهيز حقيبتها ذهبت لكامل وشرحت له كل ما يدور في ذهنها من ناحية ابنتها
كامل: لا عليكي سامحيها وانسي ما فات …أه لا تلوميها على رسوبها في الكلية العام الماضي أمام زوجها وحماتها
ماجدة: كن مطمئن يا كامل…لن اتحدث معها في شيء ختى لا اعكر صفو فرحتها بمولودها الجديد وسأتحدث فقط في مستقبلها بعد ان اصبحت أم
في صباح اليوم التالي حمل كامل وزوجته حقائبهما واتجها إلىبورسعيد ..وظلا يسألا عن عنوان ابنتهما وزوجها حتى عرفا العنوان ووصلا لهناك وصعدول للمنزل الذي تسكن به حنان وطرقا الباب ففتح لهما اسماعيل: اهلا وسهلا…من أنتما
كامل: انا والد حنان وهذه والدتها ماجدة وجئنا خصيصا من القاهرة بعد ان علمنا من حنان بقدوم مولودكما الاول
اسماعيل: اهلا وسهلا …اعتذر بشدة …حمدا لله على سلامتكما
واستدعى اسماعيل حنان فرحا بقدوم والدتها ووالدها من القاهرةفقابلتهم بفرح واحضان وقبلات ولكن السيدة حسنات لم تكن سعيدة بتلك الزيارة وسلمت بأطراف اصابعها وقامت وتركتهم….دخل معها اسماعيل المطبخ يقول لوالدته: من أين جاءوا هؤلاء؟هل سيبيتوا معنا؟ لا اعرف فانا في موقف لا أحسد عليه …المنزل صغير ماذا افعل؟
حسنات: لا اعرف يا بني…
اسماعيل: الحل هو أن اترك لهم غرفتنا أنا وحنان وسوف أنام عالارض وحنان معك في الغرفة لأنها لا تتحمل نوم الارض وهم يناموا مكاننا على السرير
حسنات: موافقة اخبر حنان تحضر لهما الغرفة وتنتقل هي وابنها معي في غرفتي…ساتحمل وامري إلى الله
اسماعيل: شكرا يا امي …وحنان من خلفه: شكرا حماتي
وظل الحال على ذلك طيلة اربعة سنوات ترقى فيها اسماعيل في عمله في الميناء وزاد راتبه في عمله المسائي في المحل واستطاع أن ينتقل بأسرته الصغيرة إلى بيت كبير وواسع في الحي الافرنجي …وعندما بلغ كرم الخامسة من عمره كان لابد ان يدخل المدرسة وقررا اسماعيل وزوجته ان تكون مدرسة تجريبية بسيطة المصاريف وعندما بلغ كرم السابعة وأصبح في الصف الاول الابتدائي حملت حنان للمرة الثانية بعد أن قد انتهت من دراستها وحصلت على شهادتها الجامعية ومرت شهور الحمل إلى أن وصلت حنان للشهر السادس من شهور الحمل وبدت بطنها غريبة الشكل فأخذها زوجها للطبيب وكشف عليها تليفزيونياً واكتشف أنها حاملاً في بنتين توأم ومرت الثلاث شهور الأخيرة بسلام ووضعت التوأم “فرح وشهد” في مستشفى كبيرة في بورسعيد
ومرت عشر سنوات والاسرة السعيدة تعيش في هدوء وفي صباح ذات يوم أصبح اسماعيل من المسؤولين الكبار في الميناء وفي هذا اليوم أخبر زوجته على مائدة الافطار أنه سيسافر في مهمة عمل إلى بورفؤاد وخرج في الصباح وهو يودعها وكان الجو عاصف ملئ بالغيوم والامطار وفي تمام العاشرة من صباح نفس اليوم اشتدت العاصفة والامواج اصبحت عالية تسببت في غرق المركب وكل من عليها وكان من بينهم اسماعيل الذي غرق مع البقية
وظل اسماعيل مختفي طيلة خمس ايام إلى ان ظهر في اليوم الخامس مطفو على سطح المياة بجانب شاطئ بور فؤاد و عندما شاهده أحد ساكني بورفؤاد انقذه وذهب به إلى المستشفى وأدخله للمستشفى وأجريت له الاسعافات الاولية وظل راقدا يومين فاقد الوعي …كل هذا وحنان في المنزل تنتظر رجوعه دون جدوى وظنت أنه توفي مع زملاؤه الذين توفوا في المركب
من ناحية أخرى في بورفؤاد نجد اسماعيل قد فاق واسترد وعيه لكنه فاقدا للذاكرة لم يتذكر حتى اسمه ولم يتذكر انه متزوج ولديه ابناء في سن كبيروعندما تعافى من الاغماء لم يجد امامه سوى عم سيد الذي انقذه أمام شاظئ بورفؤاد وقال له:حمدلله عالسلامة ياابني
اسماعيل: الله يسلمك…من أنت؟ وأين أنا؟
عم سيد: أنا من انقذك في بورفؤاد وأنت الآن في بورفؤاد وفي امان اطمئن
اسماعيل: ماذا حدث؟
عم سيد: لا اعرف ولكني سمعت أن هناك مركب قد غرقت عندما انقلب حال الطقس ولكني لا اعرف اي شيء عنك…ما اسمك؟ من اين؟
اسماعيل: لا اعرف…لا اعرف
عم سيد:من انت ومن اين اتيت وما عائلتك؟
اسماعيل: لااعرف…لااعرف شيء حتى لااعرف اسمي واين انا وكيف ولماذا انا هنا
عم سيد: اهدأ …لا عليك…سأسميك نادر…على اسم اببني الذي توفاه الله وساعطيك كافة اثباتات شخصيته وستظل معي في بيتي
نادر: أشكرك يا عم سيد وآسف لو كنت أزعجتك
عم سيد: ماهذا الذي تقوله يا ابني …أنت ستهون علي ما انا به من مصائب وستهون علي وحدتي فانا وحيد منذ وفاة ابني في الحرب منذ ست سنوات…هو كان على وشك ان يتزوج وكان مرتبط بجارته التي أحبها منذ الطفولة وكانوايلعبوا معاً في نفس الشارع وعندما علمت بأخباره ظلت على ذكراه حتى الآن رافضة الارتباط
نادر: انا اوراقي كلها ضاعت مني ولا اعرف ماذا افعل
عم سيد :لا تقلق محلولة خذ كانت تلك اوراق نادر …وكل مشكلة ولها حلها إن شاء الله….
وفي صباح اليوم التالي أخذ عم سيد نادر وذهب به إلى الجهات الحكومية وقام بتعديل كافة أوراقه حتى اصبح مواطنا في بورفؤاد …..وذهب به إلى ميناء بورفؤاد يبحث معه عن عمل حتى وجد عملا في الميناء وانتظم به من الصباح حتى المساء
وفي صباح يوم الجمعة خرج نادر من منزله يتنزه على شاطئ بورفؤاد ويشاهد البلد في الصباح الباكر وفجأة وجد مروة التي حدته عنها عم سيد وهو لم يعرف أنها مروة التي أحبت نادر رحمه الله وكانت شديدة الجمال كانت تتميز بشعر اسود طويل وعينيها العسلية الواسعة وكانت بيضاء ممشوقة القوام وكانت رقيقة وطيبة وتتعامل بمنتهى الحنان والرفق مع الناس وكانت محبوبة في المنطقة وكان نادر ينظر غليها وهو معجب شديد الاعجاب بها وهو لم يعرف عنها شيء
ومر اسبوعين على هذا الحال ونادر ينظر لمروة في صمت وذهول متعجب بجمالها وفي الاسبوع الثالث وفي يوم الجمعة ساعة آذان المغرب خرج اسماعيل يتأمل ساعة الغروب والشمس تنزل تدريجيا
ص في المياه الزرقاء ويبدأ الليل يقدم وهنا وجد نادر مروة تنظر للشمس وهي تغرب وتبكي بحرقة …فسمعها نادر وهي تبكي فدنا منها دون ان تشعروجلس بجانبها على الصخرة وطبطب عليها برقة وحنان فوجدته فجاة يسالها:لماذا تبكي يا حلوة؟
مروة: أبكي عندما أشاهد منظر الغروب …لأن في ذلك الوقت راح مني حبيبي الذي اخترته من الدنيا ليكون هو نصيبي …مات في الحرب …كنا على وشك الزواج والعيش معا تحت سقف واحد بالحلال كما تعاهدنا أنا وهو على تلك الصخرة ولكن تركني واستسلم للقدر وذهب
نادر: عم سيد قال لي هذا …كيف كانت الوفاه يا مروة؟ أسف لسؤالي…
مروة: أرجو أن تعفيني من الاجابة على هذا السؤال لأنه يذكرني بالحادث المؤلم …فكم أتألم وأنا أشاهد الشمس ترحل عنا كما رحل هو عنا
نادر: ولكن الشمس تعود وتأتي لنا من جديد ويشع نورها بهجة وأمل وتفاؤل من جديد في صباح كل يوم ..انا واثق أن بإذن الله ستعودين للحياة من جديد مع انسان يقدرك ويحترمك ويصونك
مروة:شكرا لك يا استاذ نادر
نادر: لا شكر على واجب لكن علينا أن نعود للعم سيد الغلبان فهو يجلس وحده في المنزل لنشرب الشاي ونتسامر سويا
ويمر عام على هذا الحال ويظل نادر”اسماعيل” فاقدا للذاكرة لا يتذكر اي شيء ويعامل بصفته نادر ومعه اوراقه الرسمية وتنشأ بينه وبين مروة علاقة صدلقة وحب جمعتهما لحظة غروب الشمس على الشاطئ فيجلسوا سويا ويتحدثوا بالساعات عن كل شيء وفي يوم من الايام بعدما انتهى نادر من عمله في الميناء عاد للمنزل وتناول الغداء مع عم سيد وفاتحه في موضوع زواجه من مروة ووعده عم سيد أنه سيتحدث مع اهلها في الموضوع
وفي صباح اليوم التالي بينما كان نادر في عمله في الميناء في الصباح ذهب عم سيد لمنزل والد مروة التي فتحت له واستقبلته بكل ترحاب وقابل اهلها وجلس معهم وفاتحهم في موضوع زواج نادر من مروة وشرح لهم ظروفه بكل بساطة وكانت مروة في تلك الاثناء تقف خلف باب غرفتها تسمع ما يدور في الصالون …فوالد مروة موظفاً في مكتب بريد ووالدتها ربة منزل ولها أخ وحيد في المرحلة الثانوية فهي من اسرة بسيطة للغاية وعندما سمعت والدها يقول سافكر في الموضوع تقلق مروة بعض الوقت وعندما ينصرف العم سيد تذهب لوالدتها
مروة: ماذا حدث يا امي؟
الحاجة فاطمة: الم تسمعي؟
مروة: سمعت ولكن سمعتكم تقولوا له سنفكر ونرد عليك …كنت ساظنكم توافقوا لأنه انسان بسيط وغلبان
الحاجة فاطمة: انا محتاجة وقت للتفكير انتي ابنتي الوحيدة
مروة : وما رأي والدي في الموضوع؟
الحاجة فاطمة: لا اعرف …اسأليه
ومر شهر من الجدل الواسع بين والد مروة ووالدتها في هذا الموضوع حتى اقتنع الحاج زكي والد مروة والحاجة فاطمة والدتها بالموافقة على نادر زوج لابنتهم وتم عقد قران مروة ونادر في منزل عم سيد الذي اصبح في منزلة والد نادر وعاشوا كعه في نفس المنزل في بورفؤاد
وبعد هذا اليوم بثلاثة اشهر شعرت مروة ببعض الآم في معدتها ودوار مفاجئ و لاحظ نادر على مروة واخذها للمستشفى في نفس اليوم وأخبروه أنها حامل في الشهر الثالث وعليها أن ترتاح ولا تقوم باي مجهود
ومرت شهور الحمل ووضعت مروة مولودها “محمود” وأقام لها عم سيد حفل سبوع في منزله باعتباره اول أحفاده ودعا فيه كل أقاربه وزملاء نادر في العمل…وبعد هذا اليوم بأسبوع استيقظ نادر في الصباح الباكر وتناول الافطار مع زوجته وعم سيد وغادر لعمله في الميناء وفي أثناء سيره وهو سرحان ويفكر في عائلته الصغيرة وعندما كان يعبر الشارع صدمته سيارة مسرعة كان يقودها أحد معارف عم سيد اسمه عم طه وعندما نزل عم طه من السيارة وجده نادر…ظل يصرخ ..الحقوني يا الهي انه نادر
زوجة عم طه: من نادر؟ عم طه: زوج مروة ويجلس مع عم سيد في منزله
زوجته: زوج مروة… عم طه: نعم انه هو
وذهب عم طه لكشك قريب وهاتف عم سيد في التليفون وحكى له ماحدث لنادر على الطريق واخذ عم طه نادر وذهب به إلى المستشفى والحق به عم سيد…وعندما وصل عم طه المستشفى ومعه نادر أخذوا نادر إلى غرفة العمليات وأخذ نادر”اسماعيل” يتمتم بأسامي حنان وأولاده الثلاثة “كرم وصفا ومروة” وعندما وصلا عم سيد ومروة للمستشفى اسرعوا لغرفة العمليات وظلوا يصرخوا:نادر…نادر
عم سيد:اهداوا ولا تخافوا هو الآن بين يدي الله ادعو له
مروة وهي تبكي: كيف حاله
عم سسيد: اهدأي سيكون بخير انشاء الله
وبعد ساعتين خرج اسماعيل من غرفة العمليات وهو ينادي على زوجته حنان ومروة في استعجاب: من تلك التي ينادي باسمها؟ وعندما يفيق اسماعيل يجد مروة وعم سيد اماه يسالهم في اندهاش من أنتم
تأتي مروة وتقول له: انا هنا يا نادر أنا بجانبك
اسماعيل: من نادر…انا اسمي اسماعيل وانا من بورسعيد وزوجتي اسمها حنان وعندي ولد وبنتان توأم
مروة في انهاش: عم سيد…لقد عادت اليه ذاكرته من جديد وتذكر زوجته واولاده وتذكر عائلته الاولى وشغله في بورسعيد وكل شيء وسيعود لحياته القديمة …وماذا عن محمود لم ينطق باسمه لقد اغفله على الاطلاق….لم يتذكرنا ماذا سنفعل؟
عم سيد: لا تكوني أنانية واتركيه يعود لحياته القديمة ونحن لنا رب كريم …أما محمود فأنا من أتولاه وربنا معنا نستطع أن نربيه احسن تربية وكأن والده متوفي وسنعلمه احسن تعليم لينفع بلده
وبعد مرور اسبوعين قضاهم اسماعيل في المستشفى في بورقؤاد خرج اسماعيل من المستشفى على بيت عم سيد وودعهما وودع مروة وودع الطفل وهو لا يتذكرهم ولملم اوراقه وملابسه في حقيبته وودع عم سيد بالدموع والاحضان وذهب للميناء في بورفؤاد مستقلاً المركب لبورسعيد ورجع اسماعيل لمنزله في بورسعيد ولزوجته حنان التي اندهشت وفرحت لرجوع زوجها التي ظنت انه قد توفي في البحر غرقا حتى اصابها اغماء ولم تستطع ان تفيق الا بعد فترة وعندما افاقت لم تستطع ان تتحدث
اسماعيل:حنان…حبيبتي…انا زوجك اسماعيل
حنان : لا اصدق عيني أنت على قيد الحياة؟
اسماعيل:نعم ما بك أين الاولاد؟
حنان: الاولاد في المدرسة …حمد لله على سلامتك …احكي لي ماحدث لك واين كنت ؟
اسماعيل:عندما تأتي الاولاد من مدارسهم جتمع على الغذاء وساروي لكم كل شيء بالتفصيل
واجتمع اسماعيل بزوجته واولاده الذين اندهشوا ولم يستطيعوا النطق حين شاهدوه امامهم وكان فرحا بهم وهم فرحوا به واجتمعوا على مائدة الغذاء وظل يروي لهم ….

شارك
yassmin
yassmin

ياسمين مجدي عبده حاصلة على ليسانس آداب إعلام من جامعة عين شمس وكاتبة صحفية حرة في العديد من المواقع وكاتبة روائية في رصيدها أربع مجموعات قصصية إلكترونية ورواية ورقية واحدة

المقالات: 8

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *