حبيسة الكرسي

 

15 يوليو2017

1:00 منتصف الليل

بينما كانت أميرة تجلس وحدها في غرفتها بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم العربي مع والدها الاستاذ فودة الذي خرج معاش من عمله كموظف في وزارة التربية والتعليم وكانت معهما والدتها الحاجة روحية التي اكتفت أن تكون ربة منزل ….ظلت وحدها تنظر من الشباك على الشارع الخالي من المارة والسيارات وظلت تتأمل حتى وجدت هاتفها الذكي فأمسكت به ودخلت على صفحتها الشخصية على الفيس بوك فرأت رسالة من شخص ينتظرها ليتحدث معها على الشات الخاص بها

هاي

هاي …كيف حالك

انا الدكتور عماد أشرف …من القاهرة وتحديدا من مدينة نصر

أهلا وسهلا…أنا أميرة وعمري 36 سنة وأعمل كمديرة للعلاقات العامة في إحدى شركات الاتصالات  وأنت…

أنا طبيب أمراض القلب في مستشفى خاص في مدينة نصر ولي عيادتي الخاصة وأعمل في مستشفى آخر يعالج الغير قادرين بأجر رمزي

تشرفنا يا دكتور عماد….وهل أنت مرتبط؟

وانتظرت أميرة الرد على سؤالها ولكن صمت الدكتور عماد يفكر في قرارة نفسه لمدة ثوان ثم وجدت أميرة الرد”أنا أعزب وأنتي؟”

وأنا مازلت آنسة ولم يسبق لي الارتباط

وظلا أميرة وعماد يتبادلا الحديث حتى أصبحت الثالثة والنصف صباحا ولم يبقى سوى نصف ساعة على آذان الفجر

أميرة في اندهاش:الساعة الثالثة والنصف ولم يبقى الكثير على آذان الفجر …أنا لابد أن أنام قبل أن يراني أبي فهو يستيقظ لصلاة الفجر في المسجد الواقع خلف البيت

عماد:لا تبالي …تصبحي على خير …موعدنا غدا لا تنسي

وأغلقت أميرة هاتفها ونامت قبل أن يراها أبيها

في صباح اليوم التالي رن جرس الهاتف الساعة السابعة واستيقظ الكل من نومه حتى أميرة استيقظت وهي في شدة التعب من سهر الفجر على الهاتف لتذهب لعملها الذي يبدأ في التاسعة من صباح كل يوم وسأل الحاج فودة أميرة في اندهاش:لماذا كانت الغرفة مضاءة

أميرة :كنت أتحدث مع زميلتي عبر الفيس بوك بخصوص العمل

الحاج فودة: ولما السهر طالما ستتقابلا في الشركة

أميرة :تحضيرات مسبقة لاجتماع مع مدير الشركة لمناقشة تطورات العمل في الشركة والآن استأذن وصلت سيارة الشركة وعندما اعود سيكون هناك كلام آخر…وتتركهم وتذهب

5:00 مساء

عادت أميرة لمنزلها بعد الانتهاء من عملها ودخلت على غرفتها وبدلت ملابسها وارتدت بيجامتها الحمراء اللون ودخلت على المطبخ لتكتشف ملامح الغداء فوجدتهم قد أكلوا ووجدت طاجن أرز معمر وصينية فراخ محمرة بالزعتر وطبق سلطة خضراء ..

أحضرت أميرة صينية أخذت عليها طبق صغير فيه قطعة من الارز المعمر وطبق صغير به “ربع صدر فراخ” وطبق غويط صغير به سلطة خضراءولقمة عيش أسمر وأخذت الآكل وذهبت لغرفتها أكلت وجبتها وظلت تتابع الفيس بوك وهي تأكل ووجدت رسالة من الدكتور عماد “أنتظرك في المساء” و أجابته برسالة”وأنا أيضاً” وأغلقت الهاتف وانتهت من وجبتها ونامت لمدة اربع ساعات

وفي الواحدة من بعد منتصف ليل اليوم التالي بعدما دخل الكل إلى النوم دخلت أميرة وأغلقت ضوء الغرفة وأمسكت بالهاتف وفتحت الفيس بوك في لهفة ووجدته في انتظارها:أهلا وسهلا…اشتقت اليك

أميرة :وانا أيضا

عماد:كيفك

أميرة :الجمد لله وانت؟

عماد :الحمد لله على ما يرام ..كان يوم مرهق للغاية ولكنه انتهى نهاية سعيدة

أميرة: لماذا لم أر لك صور على الصفحة

عماد: لا أحب أن يراها سواك وأنتي؟

أميرة: أخشى من وضعها على مواقع التواصل

عماد: وكيف اراكي…أيمكننا نتقابل

أميرة: لا يصح الاتفاق هنا أعطيني رقم الواتساب الخاص بك ونتحدث عليه أحسن

أخذت الرقم وسجلته على الفور وبدأوا ينتقلوا على الواتساب ولكن أميرة استأذنته في النوم مبكرا حتى تلحق بعملها في الصباح الباكر….وعلى هذا الحال أسبوع كامل حتى تواعدا أن يتقابلا يوم الخميس في كافيه “جوستو” في مدينة نصر

 

الخميس 21 يوليو

5:00 مساءا وصوت آذان المغرب

خرجت أميرة بعد انتهاء عملها في شركة الاتصالات متأنقة ترتدي بنطلون جينزمفتوح عند الركبتين و بلوزة حمراء وجاكيت مفتوح وتبادلت بعض الاحاديث مع زملاؤها حتى وصلت لسيارتها ال”الانترا”زرقاء اللون واستقلتها وذهبت إلى الكافيه …دخلته ووجدت منضدة خالية بها كرسيين فجلست عليها منتظرة عماد في حيرة وقلق حتى دخل عليها رجل أبيض وسيم ذو عينان عسليتان وشعر ناعم اسود يرتدي بنطلون قماش كحلي وقميص من الكاروهات البني …وعندما وصل لباب الكافيه انتبه لدبلة الزواج التي يرتديها في اصبعه الشمال فخلعها من اصبعه على الفور ووضعها في جيب البنطلون الخلفي …ودخل وجد فتاة تجلس وحيدة تنظر في ساعت محمولها بقلق وتوتر..قام بتحيتها وجلس في الكرسي أمامها وتبادلا الحديق وظلت معه ساعتين كاملين لم تشعر أميرة خلالهما بالوقت مع عماد واندهشت وهي تنظر في الموبايل وجدتها السابعة مساءا وقامت مسرعة واستأذنته:تأخرت ولابد أن أذهب للبيت

7:30 مساءا

تفتح أميرة باب المنزل لتجد والدتها أمامها

أين كنتي؟ ما كل هذا التأخير؟

أسفة يا أمي ….أخبرونا ظان هناك اجتماع طارئ مع رؤساء الشركة

ولماذا لم تخبريني عبر الهاتف المحمول ؟ماذا يفعل هذا الجهاز

كانت هناك بعض التحضيرات قبل الاجتماع ومنعونا نتحدث عبر الموبايل…أين الحاج؟

في غرفته…الن تأكلي؟

لا أكلنا في الشركة” وقد تناولت الغداء مع عماد في الكافيه”

دخلت أميرة وبدلت ملابسها واستغرقت في نومها حتى الساعة الثانية عشر منتصف الليل فاستيقظت على رنة المحمول حيث كانت رسالة”واتساب” :اشتقت إليكي

انا أيضاً

أين كنتي؟

كنت نائمة…كان يوم مرهق جدا في العمل

وهكذا حتى الثالثة فجرا وهم يتحدثا تارة كتابة وتارة صوت حتى تفاجأت أميرة بوالدها يستيقظ لصلاة الفجر فأغلقا الهاتف مسرعة واتجهت إلى النوم سريعا حتى لا يراها والدها وطلب منها قبل أن تنام وقد طلب منها عماد قبل ان تغلق الهاتف وعد بلقاء آخر في نفس المكان او آخر حسب ما ترغب هي…فوعدته بلقاء في حديقة الاسماك الجمعة القادمة

الجمعة 28 يوليو

9:00صباحا

استيقظ عماد من نومه تأهب للخروج لصلاة الجمعة خلف منزله الذي تزوج فيه سارة زوجته الاولى التي لا يعرف عنها أحد حتى الآن لأنها حبيسة كرسي متحرك منذ خمسة سنوات بعد أن تعرضت لحادت سير

انتهي عماد من صلاته وذهب لحديقة الاسماك بسيارته “الكيا بيكانتو” الرمادي اللون و قضى اليوم معاً حيث تناولا وجبة”الصميت والجبنة” زبعدها ” الآيس كريم” وتناولا عصير”اليمون” وفجأة وهما يجلسا على أريكة في منتصف الحديقة قال عماد” أتتزوجيني يا أميرة”

اندهشت أميرة وشردت بتفكيرها خمس دقائق “بصريح العبارة تلك هي أجمل مفاجأة في حياتي ولكني أحتاج بعض الوقت للتفكير وعرض الموضوع على والدي”

عماد”سأنتظرك بفروغ الصبر”

وفي صباح اليوم التالي دخل الحاج فودة على أميرة وأمرها أن تأخذ أجازة من عملها لقضاء أجازة الصيف في مدينة مرسى مطروح فذهبت وأخذت أجازة من عملها وحزمت حقيبتها وسافرت مع والديها لمرسى مطروح

الجمعة 15 أغسطس

3:00 عصرا

عادت أميرة مع والدهل ووالدتها من مرسى مطروح ودخلت غرفتها وفتحت هاتفها المحمول وجدت عدة رسائل من عماد “أين أنتي؟ اشتقت اليكي….”

فهاتفته وفهمته أنها اضطرت للسفر وكانت هناك ظروف عائلية سأهاتفك ليلا في موعدنا

وانتظرت أميرة حتى ذهب الكل للنوم ودخلت غرفتها قأمشكت بهاتفها وفتحت الواتس اب وكتبت” موافقة يا عماد”

ووجدت عماد يتصل بها وهو في قمة الفرح”انا سعيد جدا…متى يمكنني أن اقابل والدك؟”

أميرة”عندما أفاتحه في الموضوع واراه موافقا سأخبرك

عماد”وانا في انتظارك”

وفي الخامسة من مساء اليوم التالي بعد أن عادت من عملها دخلت كالمعتاد أخذت جمامها وأكلت ثم توجهت لوالدها الذي كان يتابع نشرة الاخبار في التلفاز

مساء الخير يا والدي

اهلا أميرة ..كيف حالك

على ما يرام والحمدلله

خيرا…انتي لم تعتادي متابعة الاخبار معي

فعلا عندي موضوع مهم…في صريح العبارة جئت لأخبرك أن هناك من يريد التقدم لخطبتي منك

من هذا؟

دكتور قلب …تعرفت عليه وأعجبنا ببعض وارتاح له

من يا أميرة؟….وهنا تغلق أميرة التلفاز وتبدأ تحكي له…اسمه الدكتور عماد…طبيب قلب يبلغ اربعين سنة وانا أحببته وتعلقت به وفي صريح العبارة كنا نتقابل أثناء وبعد انتهاء عملي في الشركة …خرجت والدتها من الغرفة مندهشة “كيف يحدث كل هذا دون ان اعرف؟”

أميرة” لا كنت سأخبرك ولكن لم أجد الوقت المناسب وهو متعجل لخطبتي”

واستكملت أميرة كلامها عنه وعن طيبته وأخلاقه الحميدة وكيف ناجح ومحبوب في أماكن عمله

 

في نفس اليوم

11:00 مساءا

دخل الحاج فودة لميرة عقب تناوله العشاء في غرفتها وأخبرها أنه موافق وأنه ينتظره الخميس المقبل كي يقابله ويتعرف عليه عقب صلاة المغرب

الخميس 10 اغسطس

5:00 مساءا وآذان المغرب في كل مكان

ارتدى الدكتور عماد بدلته الزرقاء وقميص ابيض ورابطة عنق زرقاء وبها نقط بيضاء وتأنق وركب سيارته وذهب لمقابلة والد أميرة وكل هذا وسارة في بيتها على كرسيها المتحرك لم تدري بأي شئ…فقال لها عماد أنه ذاهب لعيادته وسألته “لماذا ترتدي اليوم هكذا”

عماد”أنا على موعد مع وزير الصحة”…وودعها وذهب بسيارته لبيت سارة الواقع في شارع مصطفى النحاس في مدينة نصر واستقبله والد أميرة وجلس معه وأخذ يفاتحه في موضوع أميرة …واتفق أن تكون الخطبة الاسبوع القادم والزواج بعد خمسة اشهر كي يكون عش الزوجية جاهز من كافة الاشياء

ومر اسبوع وتمت الخطبة في سلام دون أن تدري أميرة أنه متزوج من زوجة أخرى …..

 

الثلاثاء 18 ديسمبر 2017

11:00 مساء

كانت سارة زوجة الدكتور عماد جالسة في ركن الغرفة على كرسيها المتحرك ننابع احدى المسلسلات على التليفزيون في غرفة الجلوس بينما كان عماد مشغول في عمله في غرفة المكتب من ناحية وترتيبات الزواج الجديد من ناحية أخرىوعندما انتهى من كل شيء ذهب للمطبخ وأحضر كوبين من النسكافيه مع اللبن ودخل بهم على سارة وهي تتابع المسلسل وأعطاها كوب النسكافيه الذي فعله لها كما تحب ووضع كوبه على المنضدة وجلس على الكنبة المواجهة للتليفزيون متظاهرا انه يشاركها متابعة المسلسل وووضع على جبينها قبلة باردة خالية من المشاعر والاحاسيس ثم سألها ببروده :كيف حالك؟

تمام…الحمدلله

هل تأخذي ادويتك بانتظام؟

لا تبالي …اطمأن

وضمت لدقائق متظاهرا متابعة المسلسل معها ووجهه ناحية التلفاز وأخذ يحتسي النسكافيه ثم استدار تجاهها فجأة:هناك مؤتمر طبي في شرم الشيخ عن امراض القلب وانا مدعو فيه وسيبدأ في الغد ويستمر عشر ايام

وكيف ستذهب؟

بالطائرة

هل حجزت التذاكر

سأتسلمها في المطار قبيل السفر مباشرة

متى يكون السفر؟

في تمام الخامسة غذا

هل تحتاج أن أذهب معك للمطار؟

لا أبدا ابقي وارتاحي في بيتك واذا احتاجتي شيء معكي احمد ابننا ليلبي لكي كل احتياجاتك

وفي صباح اليوم التالي استيقظ عماد وظل يلملم ملابسه في حقيبته وكل ما يلزمه في منزله وحياته الجديدة التي سيبداها مع عروسه في احد منتجعات التجمع الخامس في القااهرة الجديدة حتى جاء موعد الزفاف في الخميس 20 ديسمبروظلت أميرة تستعد لذلك اليوم في حالة من النشوة والسعادة وهي تغني وترقص حيث وصلت في صباخ يوم الزفاف لفندق جي دبليو ماريوت في الثانية عشر ظهرا تبعها الماكيير والكوافير وأخذت تعلق فستانها في الجناح المخصص لها في الفندق وتوالت الاستعدادات لأميرة حتى الساعة الخامسة مساءا لحظة وصول عماد لأخذها لجلسة التصوير المعتادة لكل عريس وعروسه وكان عماد في كامل أناقته عريسا لم يسبق له الزواج من قل ويذهب لعروسه وهو خائف يترقب ما سيحدث بعد الزواج لعروسه عندما تعرف بزواج عماد من أخرى وانجابه شاب في مرحلة المراهقةوبدأ مراسم الزفاف في تمام التاسعة بعقد القران واستمر حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي وطار بعدها بيومين مع عروسه على العواصم الاوروبية لقضاء شهر العسل

وفي الاسبوع الثالي عاد عماد من شهر العسل إلى بيتهما الجديد في أحد المنتجعات في القاهرة الجديدة

وبينما كانت سارة جالسة في ركنها المفضل على كرسيها المتحرك في حجرة الجلوس في منزلها في مدينة نصر بجانب الشرفة تقرأ في الجريدة اليومية فوجدت خبر زواج زوجها عماد للمرة الثانية من أخرى فكشرت عن أنيابها والقت الجريدة على الارض وكادت أن تكسر كرسيها وظلت تلعن ظروفها ويوم الحادث الذي افقدها الحركة وأمسكت هاتفها المحمول تتصل بزوجهافترد عليها العروس أميرة فلن تجيبها وأغلقت الهاتف في وجهها وبعد مرور خمس ساعات عادت تتصل مرة أخرى فرد عليها عماد وكانت مكشرة عن انيابها :ما آخر اخبار المؤتمر؟

متى سينتهي؟

اندهش عماد من مكالمة سارة زوجته وهي تكلمه بتلك الطريقة وبدت عليه علامات الخوف والقلق من زوجته أميرة التي لا تعرف انها كانت تكلم زوجته الاولى ثم وضع الهاتف مرة ثانية على أذنه إذ بها تقول :مبروك يا عريس…قالتها وهي مكشرة عن انيابها لتبرز له رغبتها في الانتقام ثم اغلقت الهاتف وخرج لزوجته أميرة وهو خائف يترقب لأنه فتش في محموله وأدرك اتصالها الاول وسأل أميرة في اندهاش

هل جاوبتي الاتصال الأول؟

نعم وكان صوت امرأة…من هي؟

كيف ولماذا لم تخبرني

لأن لها ظروف خاصة جعلتها غير قادرة على واجباتها كزوجة وشعرت بالوحدة وظل يروي لها ظروف زوجته والحادث

ومرت الايام وسارة مازالت تفكر ولم تنم ليلة واحدة ولا تأكل ” ماذا افعل؟ لماذا تركني؟ لقد مل مني ومن ظروفي وحبستي في كرسيي المتحرك…لا اعرف ولكنه ليس ذمبي إنه قضاء الله …ومن هذا القبيل”

السبت5يناير2018

8:30 صباحا

استيقظ عماد وتناول افطاره مع زوجته الثانية وارتدى ملابسه وحمل حقيبته وودع عروسه وذهب لعمله في الاول وقضى يومه في المستشفى ثم عاد لبيته الأول في مدينة نصر عند سارةواحتضنها وقبلها”وحشتيني” في شوق وحنين وهي قابلته ببرود دون اي مشاعر أو أحاسيس داخلها سوى رغبة الانتقام منه ومنها

كيف حالك؟

على ما يرام

ما أخبار المؤتمر؟

كان ممتاز واستفدت منه كثيرا

وماذا عن شهر العسل؟

التفت اليها باندهاش وهي تقول له بحاجب مرفوع: أكنت متذكر أني نائمة على أذني…بل مستيقظة واشعر بكل شيء قضيت شهر عسلك مع عروسك الجديدة تابعت الصحف وعرفت بكل شيء

عما تتحدثي لا شيء من هذا القبيل لا زفاف ولا عروس جديد ولا شيء أنا لا أحب سواكي “وقد خلع دبلته الجديدة ووضعها في جيبه قبل أن يجلس بجوارها” وتعطيه الجريدة التي بها صورة الزفاف وأخبار عن شهر العسل الذي كان في عواصم اوروبا وهو في صوت عالي غاضب مما رآه

لا تصدقي …هذا كذب وافتراء

كيف والصورة في نفس تاريخ بدء المؤتمر أي مؤتمر هذا؟صارحني…

انت اخترعت حكاية المؤتمر كي تخفي علي خبر زفافك

ابدا تلك مجرد تهيآت في رأسك لا أكثر

تنظر اليه سارة نظرة شريرة وهي جالسة على كرسيها لا تتحرك وهي في منتهى الغضب وتحرك الكرسي بصعوبة لتذهب لغرفتها وتدخل وتغلق الباب في عصبية لتبدأ نوبة بكاء حارة

وفي صباح اليوم التالي يستيقظ عماد من نومه في تمام السابعة ويتأهب ويرتدي ملابسه كالمعتاد وفي أثناء استعداده تقرب سارة من السرير وتأخذ محمول زوجها وتفتش في الاسماء عن اسم “اميرة” فيظهر لها رقمين رقم أرضي ورقم محمول وتأخذ هاتفها وتسجل الارقام على محمولها الشخصي وتضع محمول زوجها مكانه حتى لا يشعر بشيء ووجد سارة تجلس في ابتسامة عريضة تنتظره على مائدة الافطار فيجلس ويسألها

أين أحمد؟

من احمد

احمد…ولدي….اين هو

في المدرسة…واضح انك نسيت انه في الصف الاول الاعدادي وعلى فكرة تركني وهو في شدة الغضب لأنه اصبح لا يراك الا القليل فقط…ارجوك تنازل واعطه من وقتك …ابنك اصبح في مرحلة خطيرة محتاج لاهتمام ورعايا منا سويا

انا آسف…حقكم على رأسي لأني انشغلت عنكم في الفترة الماضية

بعروسك الجديدة

يتركها غاضبا ويخرج لعمله

بينما خرج عماد ليلحق بمواعيد عمله امسكت سارة هاتفها المحمول وبدأت في الاتصال بأرقام أميرة التي نقلتها من هاتف زوجها ..بدأت أولا بالرقم الارضي أجابتها الحاجة روحية وادعت انها سارة رفيقة أميرة في الجامعة ولم يتكلما منذ تخرجهما وبدأت تتحاور مع الحاجة روحية وعرفت كل ما تريد أن تعرفه عن أميرة وعرفت عنوان منزلها الجديدوتأكدت من رقم هاتفها المحمول …اغلقت سارة مع الحاجة روحية بعد أن شكرتها وأمسكت بهاتفها المحمول للتصل بالرقم التي اخذته من هاتف زوجهافرن الجرس ثم أتى صوت أميرة ليفاجأها”الو…الو” وهي صامتة متفاجأة لا ترد ثم اغلقت الهاتف

 

7:00 مساء

دخلت سارة غرفة احمد فوجدته جالس على مكتبه يتابع دروسه وطلبت منه أن يساعدها في الذهاب لمشوار في التجمع الخامس فقام وارتدى ثيابه في اندهاش وهو يسأل:كيف سنذهب

لا اعرف يا ابني

حسناً سأطلب لكي”أوبر”

وأطلب من السائق يساعدنا

وبالفعل قام أحمد بطلب “اوبر” لوالدته لكي يذهبا التجمع الخامس وساعدها في الذهاب لمنزل أميرة وعندما وصلا إلى هناك بصبوت حازم”انتظروني ساعود خلال خمس دقائق”موجهة كلامها لأحمد والسائق

صعدت سارة لمنزل أميرة في الطابق الثاني وطرقت الباب وكانت أميرة وحدها في المنزل حيث كان زوجها في عمله فظنت انه عاد من عمله”لماذا تطرق…اين مفتاحك” من خلف الباب …ظلت واقفة لا احد يرد ..فطرقت سارة الباب مرة أخرى فوقفت أميرة مندهشة لثوان بعدها عادت وفتحت الباب مندهشة “اهلا….من انت؟”

اعرف انك لا تعرفيني ربما لن يخبرك عني عماد من قبل

اتعرفين عماد؟

لا تندهشي اهدأي واسمعيني ولكن اسمحي لي بالدخول

تفضلي

انا سارة زوجة عماد الاولى ومعي منه “احمد” هو ينتظرني مع سائق الاوبر في السيارة …احمد يبلغ من العمر12 سنة وفي الصف الاول الاعدادي…اعتذر لك عن اقتحام بيتك دون سابق انذار لكن خشيت الا ترحبي بي عندما تعرفي من اناوآسفة أني لم أحضر هدية لك كما ترين ظروفي كحبيسة ذلك الكرسي المتحرك جعلتني غير قادرة على اسعاد زوجيوربما يكون تركني لهذا السبب

أعتذر يا سارة ولكن لم يخبرني عماد بهذا كله

ماذا تشربي؟

اشكرك أخبرتك ان ابني ينتظرني مع السائق ولا اريد أن أتأخر عليه ولا أريد ان يراني هنا عماد

وغادرت سارة مع ابنها والسائق وعيناها تملأها الشر من تلك خاطفة الرجال التي خطفت زوجهاعلى غير انتظار وظلت سارة تفكر”كيف يمكنني ان استعيد زوجي مرة أخرى؟هل اخطفه منها كما خطفته مني؟”

 

الخميس 10يناير

7:00 صباحا

استيقظ عماد في منزله بالتجمع الخامس على صوت منبه هاتفه المحمول واستيقظت معه أميرة حيث كان هو يوم عودتها لعملها في الشركة بعد انتهاء اجازتها وتأهب كل منهم وتناولا افطارهما وذهب كل لعمله في سلام

من ناحية أخرى ودع احمد والدته على انه ذاهب لقضاء يوم دراسي عاديوفي الاثناء قابل واحد من زملاؤه وروى له كل ما حدث لأمه وكيف تزوج أبيه للمرة الثانية دون أن يفكر في ابنه الوحيد فاتفقا على أن يدمرا المنزل واتفقا ان يذهبا بعد اليوم الدراسي …وبعد ان انتهيا من اليوم الدراسي اتفق احمد مع زميله على الذهاب لهناك وبالفعل ذهبا ووصلا للمنزل وظلوا ينظروا ويتأملوا ويخططوا كيف يتم دخول المنزل وجميع النوافذ مغلقة والحراس واقفين على باب العقارحتى وجد احمد الحل اليقين فتسللا عبر المواسير الموجودة على جانب العقار وحاولا أن يفتحا النافذة التي تطل على واجهة المنزل ودخلا منه إلى المنزل وقام احمد وزميله بتكسير كل التحف الموجودة في المنزلوهو مرتديا القفازات حتى لا يترك أثر ليده …وعاد احمد وجد والدته قلقة عليه”لماذا تأخرت؟”

“كنت اتابع بعض الدروس مع رفقائي يا امي”

 

5:00مساءا

عادت أميرة لمنزلها بعد انتهاء عملها فدخلت المنزل وجدت كل شيء مكسور في الارض ووجدت المنزل في حالة سيئة للغاية فأمسكت بهاتفها المحمول واتصلت بزوجها تخبره على ما حدث فطلب منها أن تترك المنزل وتذهب لوالدتها والا تلمس شيئ ما حدث

وعندما تركت اميرة منزلها واستقلت سيارتها لتذهب والدتها في مدينة نصر كانت تسير خلفها سيارة سوداء بي ام دبليو معتمة الزجاج بحيث لا ترى من بداخلهاوكان بداخلها اربعة شباب مفتولين العضلات يرتدوا تيشيرتات سوداء وبنطلونات سوداء وملثمين بأقنعة وقفازات سوداء وكانت تسير معهم سيارة أخرى حمراء كان بها شابين آخرين وكانت تلاحق السيارة الحمراء السيارة السوداء خوفا على أميرة لأنها كانت تقود السيارة بمفردها …خرج الشباب من السيارة السوداء وتشابكوا مع شباب السيارة الحمراء وهو يقولوا لهم:ماذا تريدوا منها؟اتركوها؟ وظلوا يتشابكوا بالايدي والارجل حتى هجم الشباب الملثمين بالاسود على أميرة ومنهم من خدرها”بالرش المخدر” ثم وضعوها في السيارة السوداء بأوامر من سارة وذهبوا بها إلى مكان مهجور عند ترعة المنصورية في الهرم

في تلك الاثناء ترك عماد عمله وذهب لقسم شرطة التجمع الخامس وابلغ عن ما حدث في بيته ثم عاد في السادسة والنصف اتصل بزوجته اميرة يطمئن على وصولها لبيت والدها في مدينة نصر ولكن لا أحد يرد لأن الهاتف كان بسيارتها فهاتف والدها في المنزل فرد عليه

مساء الخير…معك عماد

مساء النور خير يا بني

ممكن اتحدث مع الحاجة

ويعطي الحاج فودة سماعة الهاتف للحاجة روحية فتندهش و تسال في نفسها”ما هذا لماذا يتصل؟هل تخانقا سويا” وتمسك بسماعة الهاتف

خيرا يا عماد

هل وصلت اميرة عندكم؟

لا يا بني لم تصل ماذا حدث؟

عندما عادت للبيت وجدت زجاج النافذة مكسور وبعض التحف ومحتويات المنزل مكسورة على الارض قلت لها اذهبي بيت والدتك ولا تلمسي شيء وابلغت الشرطة

اين ذهبت اذن في تلك الساعة؟

لا اعرف سابحث عنها في المستشفيات واقسام الشرطة حولنا

وأخذ عماد سيارته وطار مسرعايتجول ما بين اقسام الشرطة والمستشفيات يبحث عن اميرة وهو في طريقه تذكر سارة زوجته الاولى التي كانت في طريقها مع ابنها وسائق الاوبر في طريقها للهرم فهي لديها فيللا مهجورة خلف الترعة فهاتفها زوجها

كيف حالك؟

على ما يرام…انت كيف حالك؟

لست بخير…فقد اختفت اميرة

اختفت”ويبدو على سارة الاندهاش من هول الفاجأة” …وكيف ذلك؟

سأحكي لك لاحقا…هل انتي بالمنزل

نعم انا هنا في المنزل الم تأتي

ليس قبل ان ابحث عنها في كل مكان…اسف لا تنتظريني

اذن اخبرني بكل جديد

وتغلق سارة هاتفها وكأن لا تعرف شيئا وهي مستقلة الاوبر مع ابنها “احمد” جتى وصلت للمنزل المهجور في الهرم ووجدت الشباب قد اودعوا أميرة في الفيللا وهي مغميا عليها من أثر المخدر

في صباح اليوم التالي بدأت أميرة تفتح عينيها ببطء من أثر ذلك المخدر الذي استخدمته العصابة وبدأت تتمتم ببعض الكلمات “ما هذا؟…أين أنا؟…كم الساعة؟عملي؟ عماد” وظلت تنظر لأفراد العصابة في استغراب ومعهم سارة على كرسيها المتحرك تحدثها بنغمة العجوز الشريرة التي اعطت التفاحة لللأميرة

انت هنا تحت أمرى في مملكتي الخاصة…اطمأني لا احد يعرف هذا المكان ولا حتى زوجي عماد…هذا المكان كان لأبي رحمه الله

اين انا وما الذي اتي بي إلى هنا؟

لا تسألي انت هنا لكي تطيعي فقط الاوامر هذا إذا كنتي تريدي العودة لبيتك وزوجك بسلام

كيف جئتي انتي؟”أميرة ترتعش خوفا وصوتها يرتعش ايضا”

سارة بلهجة تهديد:لا تتكلمي ولا تحاولي ان تصرخي لن يسمعك احد فقط أنتي الآن تحت امري ولابد تنصاعي لأوامري انا

 

في نفس اليوم

12:00 ظهرا

خرج عماد من منزله متجها لقسم الشرطة في التجمع ليسألهم ماذا حدث ودخل القسم وقابل الظابط الذي كان هناك وقتها”عبد الرحمن” وهو شاب وسيم طويل عريض المنكبين ذو شعر بني لامع وعينين خضراوتين وروى له الموضوع بالتفاصيل وظل يسأله ويحاوره الظابط ومن دخل ومن خرج…إلخ قرابة ساعتين في القسم وتركه عماد وذهب لعمله في المستشفى الخيري الذي يعالج فيه الغير قادرين بأجر رمزي فعندما انتهى في الرابعة عصرا دخل مكتبه ليسترح فوجد خطاب ابيض لم يتضح معالمه ولا مكتوب عليه شيء من الخارج ففتحه”علمت انك اخبرت الشرطة…لماذا فعلت ذلك؟انتظر مني مكالمة في القريب العاجل ” دون امضاء على الخطاب…وظل مندهشا في مكتبه وظل يسأل نفسه “ما هذا الخطاب؟ ومن ارسله؟ وكيف عرف عنواني واني هنا في هذا الوقت؟ هل انا مراقب؟”وأخذ عماد الخطاب وذهب لعبد الرحمن في القسم وروى له عن الخطاب واوضح له شكوكه في انه مراقب

أخذ الظابط الخطاب وظل يقرأه في اندهاش وقال له”بالفعل انت مراقب ومن بعث لك هذا الخطاب يعرف تحركاتك …كن مطمئن سأراقبه مهما حدث وسنعرف من هو”

أخبرتني ان زوجتك الاولى قعيدة وتتحرك من خلال كرسيها المتحرك أليس صحيح؟

نعم ولكن ابني احمد يساعدها بعض الاحيان

ولكني اشك ان هناك آخرين معها ويدبروا لها كل شيء

لا تقلق يا عماد ولكن اسمحلي ان اضع بعض المراقبة على جميع هواتفكم المحمولة والارضي وسنعرف نحكمهم بشكل اوضح ونعرف من يراقبكوعندما يتصل بك صاحب الخطاب تعامل معه تماطل معه في المكالمة واجعله يتحدث معك اطول وقت ممكن

خرج عماد من القسم متوجه لمنزل اهل أكيرة وظل معهم يروي لهم ما حدث معه في القسم وما طلبه منه الظابط والخطاب الذي وجده دون توقيع او ختم بريد وأخبرهم بانه سيتم وضع هواتفهم قيد المراقبة من قبل الشرطة لملاحقة المختطفين

وعندما عاد عماد لمنزله في الواحدة والنصف صباحا وجد هاتفه يرن

كيفك يا عماد

من معي؟

ليس مهم…المهم”اميرة”

كيف تعرفها ومن اين؟اين هي يا احمق؟

بدأ عماد يتحول إلى شخص آخر يكشر عن انيابه ويعلو صوته ويسأل بعصبيته “من انت يا احمق؟اين زوجتي؟

اهدأ واخفض صوتك…حتى تعود زوجتك

ماذا تريد؟

مليون جنيه او تقرأ الفاتحة على روحها

عماد في صوت عال”ماذا تقول يا…” وبدأ يسب صاحب الصوت الخشن الذي يهدده في الهاتف بأفظع الالفاظ والشتائم

اهدأ يا عماد..كلامي واضح….واياك تخبر الشرطة بتلك المكالمة

من انت

واغلق صاحب الصوت المجهول الهاتف وكانت سارة بجانبه تسمع كل مادار في المكالمة وكان قد وعده بمكالمة أخرى لتحديد موعد التسليم والتسلم…وبعدها بلحظات هاتف عماد الاستاذ فودة وأخبره بالمكالمة في مغامرة من عماد لأنه مهدد من المختطف واخبر والد أميرة عن المليوم جنيه فدية لابنته فكانت الياعة الثالثة والنصف صباحا وكان الاستاذ فودة في قمة اندهاشه فهو لا ينم طيلة ليله قلقا على ابنته وظل عماد يسأله وهو حيران”أخبرني ماذا افعل؟ من اين آتي بمليون جنيه؟ وأجابه والد أميرة..لا اعرف يا بني ولا انا معي ما يكفي….ماذا سنفعل؟” وظلا هما الاثنين مستيقظين يفكروا كيف سيدبروا النقود ولم يخبروا الحاجة روحية كي لا تقلق

في الاسبوع التالي

6:00 صباحا

استيقظ عماد من نومه وهو وحده في المنزل وذهب يستعد للذهاب لعمله حيث لدية الكثير من عمله فذهب يغتسل ويرتدي ملابسه وذهب للمطبخ يحضر فنجان القهوة فأشعل النار ووضع البن والسكر في الكنكة …فجأة رن جرس هاتفه المحمول فوجد ذلك الصوت المجهول الخشن الذي كلمه الاسبوع الماضي

صباح الخير

نعم تفضل

ما الاخبار

مازلت اجهز المبلغ فهو كبيرولم يكن معي

لا ابالي لابد أن يكون جاهز غدا مساءا …سيكون معادنا في التاسعة مساءا عند ترعة المريوطية في الهرم سأتصل مرة أخرى لأحددلك المكان بالظبط

وفي تمام التاسعة صباحا بعد المكالمة ذهب عماد إلى فرع البنك التجاري الدولي في مدينة نصر زسحب كل رصيده في البنك بما يعادل خمسمائة الف جنيهوظل يتحدث مع نفسه بعد ان غادر البنك وهو يبكي”ماذا سافعل…لا املك سواهم…انا الخاطئ…انا استحق…من اين باقي المبلغ…” وذهب للقسم وقابل الرائد عبد الرحمن وقال له على المكالمة وقال له هذه تحويشة عمري ماذا افعل

وخرج من القسم بعد انا اطمأن وذهب لوالد أميرة في منزله وظل يبكي على صدره وأخذ والد اميرة يهدئه من بكاؤه ووعده بتدبير باقي المبلغ قبل الموعد

وفي الساعة الثامنة مساءا ذهب عماد لمنزل والد أميرة فوجده دبر له المبلغ المطلوب فأخذه وتوجه إلى طريق الهرم وفي الساعة التاسعة الا الربع هاتفه الصوت المجهول

اهلا وسهلا تفضل

اين انت الآن

على الكبري في طريق الهرم ومعي النقود

تعالى على فيللا رقم 9 وهي مهجورة ومظلمة خلف الترعة مباشرة سأنتظرك على اول الشارع المؤدي للمنزل

ووصل عماد للمنزل المذكور ووجد شاب مفتول العضلات قاده للمنزل فدخل من باب منزل كبير ضخم بحديقة صغيرة ودخل إلى بهو كبير ووسطه تجلس سارة على كرسيها المتحرك وبجانبها أحمد والشباب الخاطفين….

أنتي يا سارة؟

نعم لماذا الاندهاش؟

لماذا فعلتي هذا

لكي تعلم انني لست حبيسة الكرسي واستطع اخذ حقي كيفما أشاء”قالتها وهي رافعة حاجبها بلهجة شريرة وكأنها زعيمة عصابة”

كيف ومن ساعدك

لا عليك …اقاربي حبايبي ساعدوني واستأجرت بمساعدة ابنك أحمد…أنسيته؟

في أثناء ذلك الحوار سمعت سارة أصوات ارجل وطلقات نارية فصرخت”الشرطة اهربوا”

صرخ عماد”اين زوجتي يا ملعونة؟”

سارة:النقود…اريد اعمل العملية واسير على قدمي وهذا حقي وحق ابني احمد

عماد يصرخ”اين زوجتي”

وخرج جميع المختطفين من المنزل زمعهم اميرة مربوطة من ايديها ومكممة بشريط لاصق على فمها وفروا هاربين في سيارتهم السوداء وخلفهم رجال الشرطة بسيارتهم البيضاء وظلا يلاحقا بعضهما البعض متبادلين اطلاق النيران مما اصيب بعض المختطفين بينما لم يصاب احد من رجال الشرطة إلا اصابة خفيفة لأحد العساكر المرافقين للظابط عبد الرحمن حتى اعترضوا السيارة وتم القبض على كل الشباب وبعدها عادوا وقبضوا على سارة وابنها أحمد وعادت أميرة لأحضان زوجها بعد ان اودعها المستشفى وتم ايداع سارة سجن النساء بالقناطر وتحول احمد لنيابة الاحداث لصغر سنه وبعد عشر سنوات من حبسها توفيت سارة داخل السجن ….

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك
yassmin
yassmin

ياسمين مجدي عبده حاصلة على ليسانس آداب إعلام من جامعة عين شمس وكاتبة صحفية حرة في العديد من المواقع وكاتبة روائية في رصيدها أربع مجموعات قصصية إلكترونية ورواية ورقية واحدة

المقالات: 8

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *