رواية رحلة المجهول | أسماء الجمَّال

رحلة المجهول
للكاتبة/ أسماء الجمال

..مضت أزمان، و كذبت علينا (الحكايا) من قديمٍ أن دائماً تنتهي الأمور بالنهايات السعيدة، لكن في أرض الواقع لم يكن الأمر هكذا، ..فهناك من تاه و لم يَعُد، و هناك من مات و ما عاد يعود، و هناك من اختار أن يكمل في تعاسته حتى النهاية، و هناك من عاش منتظراً أن يشعر به من يُحِب لكنه بقي منتظراً حتي آخر عمره، و هناك من عاش على ثمة شئٍ من “العَشَم” و ظل ببؤسه للأبد؛ ..هكذا يحكي الواقع “الحقيقة”!
..و في أرض الواقع تأكد أيضاً أنه لن يُعفِيكَ (العالم) من تقصيرِك، و لن يـسقط عنك مسؤولياتك، إلا وقت دخولك الباب الضَيِّق..

تعريف بالكاتب:-__

    الاسم: أَسمَاء مُحَمَّد فَتحِي إبراهِيم الجَمَّال.
    العمر: ٩/١٠/ ١٩٨٨م
    الدَولَة: جُمهُورِيَّةِ (مِصر)، مُحافَظَة (الشَّرقِيَّة).
    المُؤَهِّل: خِرِّيجَة في (جَامِعَة الأَزهَر)، كلية الدراسَات الإسلامية والعَرَبِيَّة، قسم أُصُول الدين، شعبة العَقِيدة والفَلسَفَة لعام 2010، و حاصلة على دبلوم عام في التربية.

..تكتُب منذ المرحَلَة الاعداديَّة، ..شَاركتُ ببعض المُسابَقات و نَشَرَت الأُستاذَة: (رُولا الحُسَينات) مُـشاركَتها بكتاب: {نصُوص المُسابقة الأولىٰ في الأدَب النِسَوي}، و كان نَشراً إلكترُونِيّاً 2017
..وآخر وَرَقيّاً لمُبادرة: {غَرِّد داخل السِرب ضِدَّ الإِرهَاب}، تحتَ مُسمىٰ ـ (أَحفاد ابلِيس)، عُرِضَ بمعرَض القاهِرة الدُوَلي للكِتاب 2018
..ثم أخيراً تأليف كتاب (رحلة المجهول) بطابعٍ فلسفيٍ قصصيٍ اجتماعي؛ يدور حول تجرد الانسان و تقبله برحابة صدرٍ لكل ما يحدث بحياته، و مِن ثَمَّ تقبله لفكرة “الموت” كطور نهائي من حياة الإنسان.

IMG 20221030 WA0001
رواية رحلة المجهول

مقدمة الكتاب


مُقدِمةُ الكِتَاب:-
..بسم الله، والحَمدُ لله، والصَلاة والسَّلام علىٰ الشَفِيعِ، البشِيرِ النَّذيرِ؛ ..اللهم لا تَحرِمنا نظرتك إلينا بعينِ الرحمَةِ، ولا نَظرَةَ (النبىِّ الكريمِ) لنا بعَينِ الشَفاعَة.
..لا أَدرِي أَي شعورٍ دفَعَنِي لكِتابةِ ذاك (الكِتاب)؛ ..أَ هاجِسي “المَوت والقِيامَة” اللذانِ مَلَأا عَقلِي؛ أَم “نَزعَةَ الألَم” التي سَكَنَت داخِلِي لرَحِيلِ (جَدَّتِي)؛ أم “تَفكِيرِي العَمِيق” للأشياء والذي يُلازمنِي ويأبىٰ (عَقلي) أَن يَكُف؛ أَم “الهَرَج والمَرَج” الذي امتَلأَ بهِما العَالَم؟!
..(المَوتُ و الفَناءُ) حَقِيقَة الوُجُود؛ آمن بها (الخَلائِقِ) على رُئاً وتَفاسِيرَ مُختَلِفَةٍ، تَجتَمِع -أخيراً- عند نقطةٍ واحدة هي “الغُمُوض”، ذاك الغُمُوض لا كان إلا “رِحلَة”!

..(رحلة المجهول) لاكان سوىٰ “مَزِيجاً أَدَبِيّاً بمذاقٍ فلسَفيٍ” ليس إلا من باب “رفاهية العقل”؛ يَغلُبُ عليهِ نَكهَة (القَصَّة والمَقال)، يَميِل أحياناً لمَذاقٍ لا بَأس بهِ مِنَ(الخَاطِرَةِ) وبَعضٍ من (شِعرٍ)، وكلٌ يَصُبُّ بِقالَبِ “الرِّحلَة”.
..ذاكَ “المَزِيج” ذُو مُيولٍ وطَوابِعَ مُختلِفَةٍ؛ جَدِير بأن يُجَسِد “وجَع الفراقِ” داخِلنا وتَقَبُّلِهِ -إيماناً-؛ ..ذاك “الألَم” الذي لا يَبرأ منه قَلباً، ولايتعافىٰ منه مُصاباً!
..المُضحِك أن “رَدة الفِعل” تِجَاه سَماع كَلِمَة (المَوت) -بشئٍ يشبه التشاؤم- تكن هي نَفسها عِندَما أُسأَل عَن ماذا يَتَحَدَّث الكِتاب!
..لاشَئ يَستَدعِي الكِتابَة -حَقاً- سِوىٰ “رُدُود الأفعَال”!
..هذا الكِتابُ ليس إلا وَلِيد صَدم فكرة “الموت” لعقلي، حين أغار عُمقاً لا كان سَهلاً -كان هو نِتاجه-!

..ذاك (الكتاب) كَفِيل بأن يُقنِع، ويُرضِي أَذواقاً راقِيَةً، وعُقُولاً ناضِجَةً واعِيَةً؛ ..فليس إلا “رِسالةً” مِن بابِ الدَعوةِ، أو المَسؤُولِيَّةِ المُجتَمَعِيَّةِ؛ حيثُ أننا “أُمَّةً عَرَبيَّةً” واحدةً واجِب علينا التَواصُل والرُّقِي، والتَصَدِي للفِتَن، ولكلِ دَخِيلٍ يُلوثُ صفحَةَ “العُرْب” النَقِيَّةِ وإن فَرَقَتنا حُدُود أو سُدُود.
..فكِتاباتِي ليسَت إلا “وِجهَة نَظَر” تَحتَمِل الصَواب والخَطَأ، قد يُتَفق مَعَها أو يُختَلَف؛ بعيداً عَن أَىِّ تَعَصُّبٍ!
فالوُصُولِ “لجَوهَر الحَقِيقَة” ليسَ إلا تَرَوُّيَاً، ثم تَجَرُّداً مِنَّ الانحِيازِ والحِيادِ والتَّعَصُّب، ثم تَفَكُّراً وتَفعِيل “المَنطِق” تَفعِيلاً تَامّاً فِىِ كُلِّ تَفصِيلَة!

..لا أَستَطِيع أَن أَتَناقَش؛ لكن باستِطاعَتِي أن أكتُب كِتاباً يُقنِع!
..وِجهَةُ نَظَرِيِ فَلسَفِيَّة بَسِيطَةٌ مُستَقِلَة؛ حيث يَتَوَجَّب علينا كبَشَرٍ وُهِبنا (العُقُول) أَن نَكونَ “حُكماء” لأننا فُضِِّلنا بهِبَتِها علىٰ سَائِر المَخلُوقات؛ ولا يتوَجَّب علينا -مُطلقاً- لأجل أَن نتأمَل، ونَتَدَبَّر، ونَتَعامَل بحِكمَةٍ فيما بيننا أَن نَدرس نَظَرِيَّات (الفَلسَفة) و تَفاصِيلِها، و نَحُل مُعقَدِها الذي يَضجَر منه الكثير؛ ..كَفَانَا أن نَعرِضَ علىٰ “عُقُولِنا” كما هي عقولنا فلا وَجَدنا سِوَىٰ أَن قادَتنا إلى صَّوابٍ أو يَقينٍ مِن مُعتقداتٍ، أو اعرَافٍ، أو تَقاليد؛ فَتَفُض عَنَّا غُبار الشِرك، وتُطفِئ زَهوَ الشَك، فكَم مِن (عُظَماءٍ) رُبُّواْ في كَنَفِ “حُكَماء عِظام” لا وَطِئَت أَقدامُهُم مَدارِسَ، أو جَامِعاتٍ؛ ولا كانَت “حِكمَة عُقُولهم” إلَّا مَنارَةً تَهدِي السَبِيل!
..وصلىٰ (اللهُ) علىٰ الحَبيبِ الشَّفِيعِ (مُحَمَدٍ)؛ ..اللهمَ لاتَحرِمنا شفاعَته يَوم الدِّين.

…………………………………

٨- ..هذا و أكثر على ذاك (المسرح)

….ماذا عن (الزهرة) التي جَفَّت، و (الفراشة) التي احترَقَت، و (اليَمامَة) التي قُنِصَت، ماذا عن (النَعجَة) التي ذُبِحَت، و (الكلب) الذي سُحق علي الطريق، و (الهِرَة) التي صدمها القطار، و (الدُميَّة) التي هَوَت من الطائرة، ماذا عن كل (البَشَر) الذين جربوا ذلك؟! ..ماذا عنا كبشرٍ و عن غيرنا؛ ماذا يفرُق مهما بلغ الأمر من ضَجَةٍ و جَوقَةٍ و حزنٍ، هل نحن نتألم و هم بلا “روح”!..نحن أشبه بغبارٍ تذروه الرياح، نحن أقل من أقل ثمرةٍ تؤكل و ينتهي أمرها، ذاك هو “نحن”، بل حجم (العالم) ضمن أُخَر نجهلها!..نحن (الانسان) الذي يغطىٰ بالجرائد علي الطرقات، يُردَم دمه و يُراق عليه الماء، و بعد بضعة أيام يجف الدمع الذي انسَكَبَ لأجله، نحن (الانسان) الذين ينتهي مصيره حد (الدودة) التي تتجول في التربة بحثاً عن الرزق!كل شئ ينتهي، لا بقاء فقط إلا لشئ واحد هو “النجاح” الذي هو نِتاج عمل الانسان و اجتهاده طيلة حياته، و الذي ينزل معه قبره، لا يكن أبداً هباءً، هو ما ينبني عليه نجاح الآخرة.: على هذا المسرح …(أَجسادٍ) تَملِكنا لا نَملِكها؛ ..يُعيِّها “المَرَضُ”؛ ..تؤلِمُنا، وعَجَزنا مِنها الهَرَب،نظُنُّها (أيَّامَاً) نُبِيدها لكن تُبِيدنا؛ -فِعلاً- نُهلِكهَا،-حقاً- تُهلِكنا، ..سَرِيعاً تَمحُونَا؛ ..مُستَمِرَّة بَعدنا مُكْمِلَة دُوننا! ..صنعنا بأيدينا عوالِم أخرىٰ بمواصلاتها، و أيضاً قاتلاتٍ توصِلنا بلحظةٍ “للعالم الآخر” الذي لا نريده! ..نحن أبطال من ورق، نحن من ينهينا المرض، نحن في تلك الحياة مُجبَرين مُضطَرين، مسيَرين لا مُخيَرين، كعرائس تراقصنا خيوط (القَدَر) على “مسرحٍ كبير” نؤدي عليه العَرض و بعد يُسدل “السِتار” -حتماً-، فكما بدأ لابد أن ينتهي! ..قد تكن بيوم على خشبته في موقف لا تُحسَد عليه تؤدي “النِّمرة”، لكن حتماً يأتي آخر -و إن تأخر- لتكن به متفرجاً؛ ..الأيام دُوَل يا عزيزي!..الأمر ليس بكونك غنياً أو فقيراً، عزيزاً أو ذليلاً، -إطلاقاً- إنما كم من “الرضا” حَصَّلتَ من “مسلسل حياتك”! ..و أخيراً نتقابل جميعاً عند (الملك)، فعنده سيعلم كل امرئٍ قدره و حجمه الحقيقي الذي جاز أن لا اقتنع به!

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

 
 

 

 

Translate »