رواية طالوت والانسية التى تزوجت جني الحلقة11

رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني الجزء الثانى “الكتاب الثاني”

رواية طالوت فى عالم الجن
رواية طالوت فى عالم الجن الجزء الثاني من رواية عشتار الانسية التي تزوجت جني

رواية طالوت فى أرض الجن – الجزء الثانى من رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني

الحلقة الحادية عشر

تمسك الشنفرة بصخرة كبيرة وصعد فوقها أخيراً متمدداً ليرتاح

كان كل مايفكر فيه الشنفرة في هذا الوقت هو عشتار

لم يكن يعرف كيف جاء إلى هنا

هل استطاع جلجامش أخذ عشتار

لقد كان الشنفرة متأكداً أنه تغلب على جلجامش

لابد أنه الذي كان وراء جلجامش

من هو ياترى

وماهي نواياه

أحس الشنفرة بالقلق إذ لو أن جلجامش هو من أخذ عشتار لكان الشنفرة سيطمئن لكنه كان متأكداً أنه تغلب على جلجامش وقد هزمه من كان وراء جلجامش ولاشك أنه من خطف عشتار

يجب عليه البحث عن عشتار

نهض الشنفرة وقد بدأت عروقه تبيض تدريجياً من آلامه وخوفه على عشتار

لقد كان اختطافها من البداية قراراً خاطئاً

لو أن كل شيء جرى كما خطط له الشنفرة لكان كل شيء على مايرام لكن للأسف مذ قابل الشنفرة عشتار كانت هي من تتحكم به وتوجهه كيفما شائت والآن هو يبحث عنها

استطاع الشنفرة الخروج من النهر لكنه ما إن استلقى اليابسة حتى هجمت عليه الحرور وقبضت عليه من رقبته ورفعته عالياً بذيلها

ضحك الشنفرة قائلاً:

– لقد كبرتي ياحرور لم أكن أظن أنني سأكون بين يديك كالدمية ياحرور لقد كنتي طفلةً حين قتلت أباك ولم أكن أظنك ستتذكرين ماجرى وتطلبين الثأر

صرخت الحرور:

– وكأنه بالأمس .. وكأنه بالأمس أتذكر حين أمسك بك والدي من رقبتك كما أمسك بك الآن وفجأةً اختيفتما أنتما الاثنان لقد طرت بوالدي بعيداً وقتلته لكنك لن تستطيع الطيران ياشنفرة فأنا متشبثةٌ بهذه الصخور جيداً

سقطت دمعة على خد الشنفرة

كان والد الحرور أعز أصدقائه لكنه خانه وحاول قتل الشنفرة فقد كان والد الحرور يتعرض للابتزاز من أحد مردة الجن الذي قام بسجن والدة الحرور والتهديد بقتلها إن لم يقم بجلب رأس الشنفرة لقد كان قتل والد الحرور هو أصعب شيء قام به الشنفرة

فقد كان يحبه حباً عظيماً

يتذكر الشنفرة أنه كان قادماً لزيارته وحين أراد أن يغفو قليلاً استيقظ ليرى والد الحرور مطبقاً عليه يحاول خنقه والدموع تسيل على خديه

طار الشنفرة بوالد الحرور بعيداً وكلما طار كان والد الحرور يحتك بالهواء إلى أن اشتعل

كان الشنفرة يريد أن يؤلمه فقط حتى يفك ذيله عن زقبته لكن يبدو أن والد الحرور كان مصمماً على إنقاذ زوجته

بدأ يحترق والدموع تسيل على خد الاثنان

والد الحرور والشنفرة

حين ارتخى ذيله عن رقبة الشنفرة توقف الشنفرة عله يستطيع إنقاذ صديقه

نزل فوق جبل ليرى صديقه قد مات

أخذ الشنفرة يبكي بحرقة

حرقة خيانة صديقه له

وحرقة قتله صديقه بيده

لذلك عزم على إن لايكون لديه أصدقاء بعد والد الحرور

فقط كان يعتني بالحرور مذ كانت طفلة فقد قام المارد بقتل والدتها أيضاً حين لم يفي والدها بما طلبه منه

كان يهتم بها دون أن تشعر

كان يراقبها عن بعد وكلما حاول أحد مسها بسوء كان يختفي فجأة لم تكن تعلم الحرور أن الشنفرة هو الذي كان يقوم باختطافهم من أجل حمايتها والآن قد كبرت وغدت ممسكة بالشنفرة من رقبته تريد الثأر لموت والدها

كان بمقدور الشنفرة التغلب عليها والطيران بها

لكنه لم يحرك ساكناً

كان يرى في وجهها صورة صديقه الذي قام بقتله

كان ينظر إليها ويتذكرها وهي صغيرة

يتذكر كيف كانت تنمو وتكبر وهو يراقبها من بعيد

في هذه الأثناء كان الشنفرة يفكر في حياته ومالغرض منها

هل سيفتقده أحد لو مات

أعداءه في كل أرض الجن يسعون وراء قتله

كان الشنفرة سيستسلم لو لم تكن عشتار بحاجة لمساعدته

عشتار هي الأمل بالحياة

عليه أن يعيش من أجل عشتار

لكنه لايريد قتل الحرور

أخيراً حسم الشنفرة قراره

اختفى الاثنان….

في هذه الأثناء كان طالوت ملتصقاً بجدار هيڤياً شبه ميت وهي تبث فيه سمها ظناً منها أنه السعلاة

كان طالوت شبه ميت

به نبض ضعيف جداً

أحس طالوت بصداع شديد في رأسه وكأن عقله يحاول إيقاظه

هكذا كان طالوت طوال حياته عقله لايتوقف عن العمل حتى وهو نائم

كان من النوع الذي يضع جانبه حين ينام دفتراً صغيراً وقلم ويستيقظ منتصف الليل يكتب ملاحظات ما وأحياناً يتجه لمكتبته ليقرأ شيئاً متناسياً وقت النوم

أفاق طالوت داخل عقله وبسرعة بدأ عقله يعمل

بدأ يعنل ويقوم بحساب كل شيء رياضياً وفيزيائياً وحيوياً

في هذا الوقت كان طالوت لايملك سوى عقله وكان يؤمن أن قوة العقل أقوى سلاح يمتلكه الإنسان

الجن يمتلكون قوى خارقة لكن عقل الإنسان يستطيع التغلب على كل هذه القوى وبهذا يكون التوازن في الكون

أخذ طالوت يفكر مع كل آلامه ووضعه السيء لكنه كان يفكر

الشجرة تظن أنني السعلاة وهي تحبسني الآن كما كانت تحبس السعلاة لكن السعلاة كانت تستحوذ على هذه الشجرة

إذن علي أن استحوذ عليها!

الاستحواذ بحسب ماقرأت هو سيطرة كيان غير بشري على كيان بشري والهيمنة عليه والتحكم في تصرفاته

هناك هالة تحيط بكل إنسان تستطيع الكائنات الأخرى التي تعيش في بعد آخر رؤيتها وتحديد ما إذا كان الإنسان خائفا أو قوي روحياً ومن هذا المنطلق يتم الاستحواذ

أي أن المستحوذ يشترط أن يمتلك قوة عقلية عالية حتى يستطيع السيطرة على المستحوذ عليه فالعملية كلها تحدث في العقل

إن كان الإنسان يمتلك هذه الهالة فعلاً فكل الكائنات تمتلكها أيضاً حتى وإن كانت من بعد آخر

كيف استحوذت السعلاة على هذه الشجرة!

شيء في السعلاة أخاف هذه الشجرة وجعلها تكون تحت سيطرة السعلاة

والآن هذه الشجرة تظن أنني السعلاة!

إذن لايتوجب علي أن أرى هالة الخوف في هذه الشجرة فلاداعي لذلك فالشجرة مازالت تخاف من السعلاة وتظنني السعلاة

فقط علي معرفة طريقة الاستحواذ على هذه الشجرة

لو كان الاستحواذ حقيقياً فعلاً وهذا احتمال يفتقر للمصادر المؤكدة فلاشك أنه أمر يستحق المحاولة

صحيح أنه لم يقم أي إنسان بالاستحواذ على كائن آخر على حد علمي لكن يبدو أنني لا أمتلك حلاً غير هذا

لكن السؤال المهم كيف سأ ستحوذ عليها!

إن كانت مسألة الاستحواذ هي مسألة عقلية محظة فيفترض أن يكون الأمر سهلاً بالنسبة لي فأنا ذكي نعم أنا ذكي جداً وأمتلك قوة عقلية عالية تفوق هذا العالم لذلك مازلت حياً لكن إن كان سهلاً لماذا لم يفعله إنسي من قبل!

كان ذهن طالوت صافياً إذ أنه استطاع جعل عقله الواعي ينشغل بجسده لذلك كان عقله الباطن مشحوذاً وفي أفضل حالاته

كان طالوت يركز في عقله وفي الشجرة

يفكر في عقله وفي الشجرة

مانت عروق جسده مخضرة جراء انتشار السم في جسده

كان لايفكر في جسده فقط يفكر في الشجرة

كل من يلتصق بالشجرة لايستطيع الهروب فكلما حاول الهروب يجذبه المطاط أكثر ويبدو أنه لايستطيع الهروب إلا إذا حل أخدٌ آخر مكانه لذلك السعلاة جعلته يحل مكانها وهربت

لذلك..

سيجرب شيئاً مختلفاً

بدل أن يحاول الهروب

أخذ طالوت يعصر المطاط الذي يحيط بيديه

كانت قوة طالوت الكامنة قد جعلت تدفق الأدرينالين في جسده قوياً جداً مماجعله يحكم قبضته على المطاط الملتصق في الجدار بقوة

فجأةً وكأن الشجرة توقفت

وكأنها بدأت تحس أن شيئاً قوياً ومختلفاً يحدث بداخلها

بدأ جسد طالوت يلفض السم بشكل عكسي

بدأ الاخضرار في عروقه يختفي

أصبح الآن هو من يحكم قبضته على الشجرة

فجأةً أحس طالوت أنه أصبح الشجرة ذاتها

صرخ طالوت في قلبه

“أظن أنني نجحت.. لقد استحوذت على الشجرة”

كان طالوت يرى مابخارج الشجرة وكأنه الشجرة

أصبح طالوت يتحكم بعقل الشجرة

كان عقل طالوت قوياً جداً لدرجة أنه بدأ يوجه الشجرة ويحركها وكانت تتحرك طوعاً تارةً وكرهاً تارةً أخرى

في هذه الأثناء جلجامش قد نزل من الشجرة التي كان متعلقاً فوقها بعد أن استعاد طاقته وقرر معاودة البحث عن الشنفرة مرةً أخرى ليستطيع تخليص عشتار منه فقد كان جلجامش يظن أن الشنفرة استطاع التغلب عليه وهرب بعشتار مرةً أخرى

كان جلجامش يريد أن يعرف لأي طريق سيتجه فانطلق عالياً في السماء

مع أن جلجامش كان قد انهزم لتوه من قبل الشنفرة إلا أنه كان يطير والثقة تتقدمه أينما ذهب فهو في شجاعته وقوته جبار ومغوار فمن يمتلك هذه القوة الجبارة والأسلحة الفتاكة التي تطير خلفه لاخوف ولاغربة عليه أينما ذهب كالأسد لاغربة عليه أينما ذهب فقوته تنجيه من أي شر

طار جلجامش عالياً في السماء وأخذ يتلفت حوله ففوجئ حين رأى هيڤيا في المكان الذي تعارك فيه مع الشنفرة واستغرب عن سبب قدومها إلى هنا لكنه انطلق نحوها يريد أن يرى مالذي يجري فهي الشيء الوحيد حوله الذي لم يكن طبيعياً وقد تكون لها علاقة أو دليل يدلها على الشنفرة وعشتار

اتجه جلجامش نحو هيڤيا بسرعة رهيبة

أبصر طالوت شيئاً قادماً نحوه من بعيد

– يا إلهي إنه جلجامش!!

حان الوقت الذي نتواجه فيه ياجلجامش

أنا بداخل هذه الشجرة كأنني بداخل مركبة أو درع يعصمني من قوة جلجامش الفتاكة

كان طالوت يفكر في هذه الشجرة إن كانت جنية أو سحرية فهي شجرة على كل حال والشجرة تقوم بعملية البناء الضوئي

فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون في النهار وتنتج الأوكسجين لكنها في الليل تقوم بالعكس فهي تمتص الأكسجين وتنتج ثاني أكسيد الكربون لذلك عليه أن يجعل الشمس تغرب عليه أن يقوم بجلب الليل وهذا أمر سهل جداً بالنسبة لطالوت فهو يواجه جلجامش الذي يمتلك رمح الظلام

هوى طالوت بغصن كبير من أغصان الشجرة على جلجامش لكن جلجامش تفاداه بسهولة طالوت يعلم أن جلجامش يستطيع تفادي هذه الهجمة بسهولة لكنه كان يحاول إفهام جلجامش أنه يتعارك معه وفعلاً كان له ما أراد

أمسك جلجامش برمح الظلام ورمى به الشجرة حتى ارتكز في جذعها وساد الظلام الدامس في كل مكان

ابتسم طالوت من استراتيجية جلجامش المعتادة فهذا الهجوم الذي كان طالوت يتمناه

أمسك جلجامش بسيف اللهب ورماه على جذع هيڤيا السفي فبدأت الشجرة تشتعل من الأسفل

بدأ طالوت في عملية البناء الضوئي الليلة فامتصت هيڤيا الأكسجين من كل مكان وأخذت تفرز ثاني أكسيد الكربون فخمدت النيران بسبب انعدام الأكسجين

استغرب جلجامش مما جرى لم يكن يعلم أن بداخل هذه الشجرة إنسان يتحكم بها إنسان ذكائه يفوق ذكاء جلجامش بكثير

كان تفكير جلجامش مشغولاً في سيف اللهب الذي انطفأت نيرانه ولم ينتبه أن الأكسجين بدأ يتسرب من المكان

أمسك جلجامش بسيف الرعد وغرزه في الشجرة وأخذ يصعقها بشدة

فوراً انغمس طالوت داخل المطاط الذي كان عازلاً للطاقة الكهربائية ويحميه من صعق الرعد

أمسك جلجامش بسيف عين الذئب وأحدث زوبعة كبيرة جداً مما أفرح قلب طالوت فالزوبعة قامت بتسريع انتشار غاز ثاني أكسيد الكربون في المكان كله

لم يكن جلجامش يعلم مالذي يحدث حوله فقط كان ينتظر ان تنهار الشجرة أمامه من جراء الصعق وهذا أيضاً ماكان ينتظره طالوت كان ينتظر انهيار الشجرة وانهيار جلجامش أيضاً

كان طالوت يتغذى بالأكسجين الذي تمتصه الشجرة أم جلجامش فقد امتلأ صدره بثاني أكسيد المربون دون أن يشعر

ضرب جلجامش هيڤيا بالزوبعة فغدت الزوبعة الرعدية تهز هيڤيا هزاً عنيفاً

فجأةً أحس طالوت أن عملية البناء الضوئي قد بدأ تتباطأ بشكل سريع مما يدل على قرب موت الشجرة

وهذا ماكان ينتظره طالوت

كان الشجرة تذبل وتتكسر وفجأة توقف البناء الضوئي

ماتت هيڤيا

قام طالوت فوراً بمد يديه للأسفل واستدعاء سيف الريشة بعد أن أصبح بمقدوره تحريك يديه وقد استعاد بعضاً من عافيته جراء تعرضه للهذه الكمية الهائلة من الأكسجين

انطلق سيف الريشة بسرعة واخترق الشجرة

استغرب جلجامش من هذه الريشة السريعة التي اخترقت الشجرة ودخلت بداخلها

فجأةً انفجر جذع الشجرة وانبثق منه دخان كثيف يتجه نحو جلجامش بسرعة

كان هذا هو طالوت ممسكاً بسيف الريشة وطائراً نحو جلجامش بسرعةٍ رهيبة

كان المطاط مازال ملتصقاً بطالوت

حاول جلجامش تفادي هذا الهجوم المباغت والغريب لكنه ما إن حاول القفز وإذا به يترنح فهو لم يتنفس منذ وقت طويل

وصل طالوت لجلجامش ودخل جلجامش داخل غيمة الدخان وبشكل سريع التقت عيناهما

طالوت وجلجامش وجهاً لوجه لأول مرة

كان جلجامش مشوش الذهن والتفكير

أمسك طالوت بجلجامش فانفك المطاط من طالوت والتصق بجلجامش وانجذب جلجامش لداخل الشجرة بقوة رهيبة فيما ابتعد طالوت طائراً بعيداً مزهواً بانتصاره على جلجامش أمير الجن وهذه الشجرة السحرية في آنٍ واحد

ارتطم جلجامش بالشجرة بقوةٍ رهيبة والتصق بها وكأنه أسدٌ ضخم قد تم اصطياده

وانطلق طالوت بحثاً عن السعلاة فهي تسعى لقتل عشتار وعليه أن يقتفي أثرها ويصل إليها قبل وصولها لعشتار ليقتلها وتكون هي من يدله على مكان عشتار لكن كيف سيجد السعلاة!

في هذه الأثناء كانت نارين قد أخذت عشتار للمغارة بأن أحدثت زوبعة عظيمة طارت بهما نحو المغارة التي كان يعيش فيها الأجهش تريد وضع عشتار في تابوت زجاجي مليء بزهور الياسمين كي تستطيع سلب قوة عينيها

دخلت الاثنتان في المغارة

ومشت نارين خلف عشتار

كانت عشتار تمشي بيأس واستسلام

وصلت الاثنتان للشلال الذي داخل المغارة

قالت نارين آمرةً عشتار:

– هيا اصعدي ونامي في التابوت

نظرت عشتار للتابوت ثم نظرت لنارين قائلة:

– إن أخذتي هذه القوة من عيني يا نارين سأموت هل تعلمين ذلك!

صرخت نارين:

– قد ماتت أمي بداخل التابوت بسببك وعليك أن تواجهي نفس المصير

صعدت عشتار للتابوت وهي تبكي واستلقت بداخله واستلقت نارين بجانبها وأغلقت التابوت

كانت عشتار تنظر لنارين ورفعت كفها وأخذت تمسح على رأس نارين فبكت نارين ثم قالت:

– سأتم ماكان أبي ينوي فعله هذه القوة يجب أن تعود لمكانها الطبيعي

استسلمت الاثنتان للنوم

أفاقت عشتار في نفس الحلم الذي حلمت به من قبل على سرير خشبي في كوخ من القش خرجت من الموخ لترى نفسها أمام ممر رملي تحف بجانبيه أشجار الياسمين ويتجه هذا الممر نحو بحيرة صغيرة

مشت عشتار هذه المرة وهي تدري أين المكان الذي ستذهب إليه

مشت وهي تدري أنها تمشي إلى الموت

وصلت عشتار للبحيرة الصغيرة التي كان يحف بها أشجار الياسمين

والصخرة التي تتوسط البحيرة وفوقها كانت تجلس نارين بانتظار عشتار

مدت نارين يدها نحو عشتار

أنزلت عشتار رأسها للأرض والدموع تنهمر منها بصمت دون توقف

مدت عشتار يدها نحو نارين وهي ترتعش

أمسك نارين بيد عشتار بقوة فأحست عشتار بوجع شديد في عينها ورأسها

بدأ المكان يهتز

جثت عشتار على ركبتيها داخل الماء وهي تنتفض ونارين تنتفض أيضاً

خرجت القوة التي في عين عشتار كشعاع أبيض أو نور بلوري واتجه ذلك النور نحو نارين

فجأةً توقف ذلك النور بين عشتار ونارين

كانت نارين تنظر لذلك النور الذي بدأ يتشكل بشكل ما

تشكل النور على هيئة لواح أم نارين

وأخذت تلوح بالنفي في وجه نارين ثم خرج صوت من ذلك النور كصوت لواح:

– نارين.. هذه القوة ليست لك ياحبيبتي هذه القوة وهبتها لعشتار

بكت نارين وقالت:

– لكنها تسببت في موتك يا أمي

أجابها النور:

– وأنا تسببت في موت أمها يانارين

ثم مدت لواح يدها وأخذت تمسح على رأس نارين التي كانت تبكي بحرقة أغمضت نارين عينها تريد أن تحس بحرارة الحنان وحين فتحت عينها مرةً أخرى وجد أن عشتار هي من يمسح على رأسها والنور محيط بها كهالة نورانية

وتكلمت عشتار ولواح بصوت واحد:

– أنا أمك يانارين

رمت نارين بنفسها في صدر عشتار وأخذت تبكي بصوت عالي كالطفلة وعشتار تبكي أيضاً وهي تردد:

– أنا أمك يانارين.. أنا أمك

ونارين تحتضن عشتار بقوة رهيبة

في هذه الأثناء كان كان الشنفرة قد طار بالحرور بسرعة الضوء مماسبب في اختفاءهما هما الاثنان من المكان اللذان كانا فيه

كان الشنفرة يريد أنت يتخلص من قبضة الحرور وفي نفس الوقت لايريدها أن تموت كما مات والدها صديقه بسبب احتكاكه في الهواء واحتراقه لذلك اتجه الشنفرة نحو النهر وأخذ يطير فوق سطح الماء بسرعة رهيبة بحيث كانت الحرور داخل الماء

كان الشنفرة يعلم أن الحرور تكره الماء والحرور لم تكن تعلم أنها داخل الماء فقط انفكت يدها عن الشنفرة فقام بإعادتها لمكانها والهروب عنها بعيداً بسرعة

كل مارأته الحرور أنها كانت ممسكة بالشنفرة من رقبته واختفت فجأة ثم عادت لمكانها وحيدة بسرعة بعد أن شلت حركتها

أخذت الحرور تتلفت حولها بحثاً عن الشنفرة وجسمه يتصاعد منه بخار الماء الذي لم تعلم من أين مصدره

كانت الحرور تصرخ بصوت عالي:

– سأقتلك يوماً ما ياشنفرة أعدك بذلك

والشنفرة يطير بعيداً وهو مكسور القلب ويهز رأسه بصمت إلى أن وصل للمغارة التي في الغابة السوداء واستلقى ليرتاح فقط انهكه الطيران بهذه السرعة وهو يحمل الحرور داخل الماء

أما بالنسبة لجلجامش فقط أضحى محبوساً داخل هيڤيا الميتة ممتزجاً بمطاطها الذي كان ييبس بشكل بطيء ويفقد لزوجته مما يدل على أنه سيخرج قريباً من هذا السجن الذي سجنه إياه طالوت

كان جلجامش يحاول تذكر أين رأى هذا الرجل

يتذكر أنه رآه في مكان ما لكن أين لايدري!

أما طالوت فقد كان قد انطلق عالياً في السماء وأنذ يتلفت حوله عله يجد السعلاة لكنه لم يجدها

أخذ طالوت يفكر وفجأة تذكر شيئاً ما قد قاله يارخ

قال يارخ أن النسر الفضي الذي أخذ منه الريشة قد أصبح طوع أمره لكنه لم يقل له كيف يستدعيه

طار طالوت عالياً جداً وأمسك بسيف الريشة بعد أن أصبح فوق السحاب وغدا متعلقاً في السماء ثم وضع فمه على نصل السيف ونفخ فيه بقوة فخرج صوت من السيف كصوت النسر بشكل عالي ومزعج

أرتد هذا الصوت كصدىً خلف طالوت فنظر خلفه ليرى النسر يطير نحوه بسرعة وشكل مهيب

وصل النسر لطالوت وأخذ يحلق حوله وبسرعة صعد طالوت فوق النسر ووضع يده على رأس النسر وأخذ وكأنه يتواصل مع النسر بعقله

يبدو أن عملية الاستحواذ قد أصبحت سهلة بالنسبة لطالوت

كان طالوت يريد من النسر تحديد موقع السعلاة

كان النسر الفضي ضخماً جداً وكبقية النسور يمتلك بصراً حاداً يستطيع من خلاله رؤية أي شيء بعيد وفعلاً استطاع النسر تحديد مكان السعلاة فانطلق طالوت خلفها بسرعة وهو فوق النسر

شارك
ِAhmed Abdulaziz
ِAhmed Abdulaziz

مطور و مبرمج ويب متخصص في الووردبريس , و في أحيان أخري كاتب
#احلام_الناس_لا_تنتهي

المقالات: 113

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *