رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني الجزء الثانى “الكتاب الثاني”
رواية طالوت فى أرض الجن – الجزء الثانى من رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني
الحلقة الثالثة عشر
“حين كنت صغيراً كنت أظن أن أبي هو أعظم رجل في الدنيا لكنني حين كبرت اكتشفت أنني قد كنت على حق”
كان جلجامش يسير وهو يتذكر أباه بعد أن أثارت معركته مع سوسيرا ذكرياته بوالده
كانت علاقة والد جلجامش بجلجامش تختلف عن بقية إخوته مع أنه لم يكن أكبرهم إلا أنه كان أشبههم بأمه في شكله وأشبههم بأبيهم في قوته وأخلاقه
كان جلجامش منذ ولد هادئاً
لم يبكي قط
ولم يخف قط
كان شخصيته تثير أباه يوماً بعد يوم وهو يكتشف أن جلجامش ليس كبقية أبناءه لذلك رباه تربية خاصة وكأنه كان يعده لأن يكون ملكاً بعده
كان إخوته يغارون من تقريب والده له وكأنهم كانوا يعلمون مالذي ينوي والدهم فعله
حين شب جلجامش كان يريد تجربة كل شيء لكي يثبت لوالده وإخوته أنه الأقوى والأفضل
قاد الجيوش وتغلب على أقوى مردة الجن حتى ذاع صيته
كان الملك يتولى تدريبه بنفسه وكان يشد عليه ويرهقه ويتحداه دائماً
وكان جلجامش سعيداً جداً بهذه المعاملة الخاصة
حتى جاء ذلك اليوم حين طلب جلجامش من والده أن يذهب لعالم الإنس
تردد والد جلجامش قليلاً في الموافقة على طلب جلجامش إذ أن ذهاب الجني لعالم الإنس محفوف بالمخاطر على الجني نفسه وأيضاً على الإنس
كما أنه يتطلب طاقة كبيرة
لكن على أية حال لم يكن والد جلجامش يرفض طلباً لجلجامش
أعطاه بعض النصائح والمعلومات
شق جلجامش طريقه لعالم الإنس
كان يوجد عدة مخارج أو نقاط وصول بين العالمين
سلك جلجامش أقربها
كانت أقرب نقطة الوصول بين البعدين عالم الإنس والجن هي شجرة تفاح سحرية توجد في عالم الإنس وتمتد جذورها لعالم الجن
سلك جلجامش طريقه لأول مرة
أبصر الحياة في عالم الإنس
تشكل بشاكلتهم
أحب عالم الإنس
الإنس مسالمون
لديهم العواطف لها تأثير كبير في علاقاتهم
طبقيتهم أقل
لكن أكثر شيء أثار إعجاب جلجامش بعالم الإنس هو أن الإنس يعتمدون على العقل أكثر من القوة
كان جلجامش يظن أن قوته تكفيه للتصدي والتغلب على أي شيء لكنه فوجئ في عالم الإنس أن الإنسان يتعامل ويواجه الأمور بعقله ويحلها حلولاً يستطيع الجني حلها بقوته لكن هذا الحل يتطلب قوةً كبيرة ومجهود أحياناً لذلك طلب من والده أن تستمر زياراته لعالم الإنس لأنه أحس أنه يستفيد منهم
لم يعارض والد جلجامش الأمر وأعجب بالفكرة التي أثارت سخرية إخوته منه
إرتاد جلجامش الأسواق والمحافل كان يقف ويتفرج على مشكلات الناس وكيف يقومون بحلها
اكتشف جلجامش أن قوة الإنسان الجسدية محدودة بجسمه لكن قوة عقله لاحدود لها كما في الجن هذا الأمر الذي حاول شرحه لوالده وإخوته لكنه لم يلاقي قبولاً بل كان محط السخرية
قال جلجامش مرة:
⁃ لكل شيء في هذا الكون توازن ومعادلة لماذا خُلق الجن بهذه القوة الجبارة وخُلق الإنس ضعفاء لاشك أنهم يملكون شيئاً يجعلهم يتساوون معنا إنهم يملكون قوة العقل ليس جميعهم بالطبع فمثل الجن ليس كل الجن أقوياء جداً كذلك الإنس ليس كلهم أذكياء جداً إنها موازنة كونية يجب التسليم بها…
لم يقتنع منهم حول جلجامش بكلامه لاسيما أنه يوجد في عالم الجن عباقرة عظماء إلا أنه حاول إثبات قضيته والدفاع عنها أكثر من مرة وتوصل جلجامش لقناعة لخص فيها الفرص بين عالم الجن والعالم الإنس في التعامل مع الأمور فالإنس تلجأ للقوة عند انهزام العقل والجن تلجأ للعقل عند انهزام القوة
استمر جلجامش في ذهابه لعالم الإنس كان كل مرة يتسلل عن طريق شجرة التفاح التي كانت موجودة في منزل لأحد الإنس
كان يوجد في هذا المنزل فتاة صغيرة وجميلة كانت دائمة الجلوس في الحديقة تلعب وتمشط شعرها
كانت ذات عينين ساحرتين وجميلتين
كان جلجامش يراقبها وهي تكبر وكلما كبرت ازدادت جمالاً وسحراً
حتى تعلق بها جلجامش ولم يكن يدري أنه عشقها
كانت تلك الإنسية هي عشتار
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي قابل والد جلجامش جلجامش وقال له أنه حان الوقت الذي يجب عليه أن يتزوج وكان يعد له ابنة عمه جنية عظيمة القوة والجمال تدعى بلقيس
مذ ولدت قد تمت تربيتها لشيء واحد وهو أن تكون زوجة جلجامش
لأول مرة قام جلجامش برفض طلب لوالده وأعرب عن رغبته في الزواج من إنسية
كان وقع كلمات جلجامش صادماً وقوياً على والده الذي انفجر غاضباً وطرد جلجامش وهدد بنفيه من أرض الجن إن لم ينثني عما ينوي فعله
لكن جلجماش أصر على موقفه إذ كان عاشقاً
تم نفي جلجامش وخرج من أرض الجن وتزوج بعشتار
كان نبأ زواج جلجامش أمير الجن بإنسية بمثابة صدمة دوت في كل أرض الجن وكان وقع هذه الصدمة مؤلماً للبعض ومفرحاً للبعض
أكثر من فرح بهذا الزواج هم إخوة جلجامش إذ حين تم نفي جلجامش أصبح المجال لولاية العهد مفتوحاً أمامهم لكنهم تساقطوا واحداً تلو الآخر حين نشبت الحرب
وأكثر من تألم لزواج جلجامش بعشتار كان والده وابنة عمه بلقيس لدرجة أنها أسرت لبعض وصيفاتها أنها عازمة على قتل جلجامش وزوجته الإنسية الأمر الذي شاع في قصر الملك ووصل إليه فأمر بأن تودع بلقيس في السجن خوفاً على أن تقوم بقتل جلجامش
عاش جلجامش فترة سكون وهدوء في عالم الإنس تحفه السعادة والحب ورزق بطفلتين إلى جاءه مرسول من قلعته في يوم أسود يخبره بنشوب حرب عظيمة بين قبيلته وقبيلة مجاورة وأن أباه الملك وكل إخوته قد قتلوا في الحرب وهو الوحيد الذي تبقى من الأسرة الحاكمة فعاد جلجامش فوراً للدفاع عن أرضه وملكه
لكنه حتى بعد ما عاد لأرض الجن وانتصر على أعدائه مازال يبحث عن عشتار المخطوفة لدرجة أنه قام بترك قلعته في مثل هذه الظروف الحرجة
اجتمع وزراء جلجامش مع كبار الجن من قبيلته اجتماعاً طارئاً وتم استدعاء فوصم كبير الوزراء
كان فوصم يعلم سبب هذا الاجتماع الذي يخاف منه ويحاول تأجيله قدر الإمكان لكن يبدو أن الوقت قد حان
دخل فوصم وترأس الاجتماع
تكلم جني عجوز جداً كان يجلس في آخر القاعة:
⁃ ملكنا رحل بحثاً عن زوجته الإنسية وقد شاع في أرض الجن أنه قد مات داخل هيڤيا بعد معركة عظيمة مع سوسيرا الملعون
رد فوصم:
⁃ لقد أرسلت فرقة استكشاف وعادوا بنفي ماتقول
رد الجني العجوز:
⁃ لم يتم النفي أو التأكيد كل ما نعرفه أن ملكنا ليس موجوداً وقد يكون ميتاً وأموراً تدار بواسطة وزير في مثل هذه الظروف الحرجة
قبض فوصم على لحيته متردداً ثم سأل سؤالاً كان يعرف إجابته:
⁃ حسناً.. ماذا تقترحون؟
أجاب الجني العجوز:
بلقيس.. هي من تبقى على قيد الحياة من الأسرة الحاكمة يجب إخراجها من السجن وتتويجها لتكون ملكةً على أرضنا هي إمرأة لكنها الوحيدة التي تبقت على قيد الحياة
رد فوصم:
⁃ ماذا عن بنات جلجامش أوليستا أقرب من بلقيس للحكم!
رد العجوز:
⁃ ماتزالان طفلتين ونصفهما إنسي ولم يبدو عليهما أي شيء من قوى الجن حتى الآن يا فوصم ولو كان أحدهما ولداً لكان أمراً آخر أنت تعلم ذلك أما بلقيس فهي أحق منهما ولو كان جلجامش على قيد الحياة وعاد تسقط شرعية حكمها ويعود الحكم إليه كما هو متعارف ومعهود في أرض الجن فحكم الذكر أولى من حكم الأنثى ولانستطيع البقاء دون حاكم شرعي وفعلي في مثل هذه الظروف
تنهد فوصم بصمت وهو يوجه نظراته للوزراء وكبراء الجن في القاعة الذي بدا عليهم الموافقة على ماسمعوه ثم تكلم مستسلماً:
⁃ حسناً إن كان هذا ماترونه فهو الشر الذي لابد منه أنتم تعلمون أن بلقيس تم سجنها بسبب جلجامش
رد العجوز:
⁃ هو شر لابد منه كما قلت يا فوصم لكنها الوحيدة التي تملك الحق والمقدرة في تحمل هذا الحمل العظيم
في هذه الأثناء كانت عشتار قد أفاقت من حلم الياسمين هي ونارين لتجد نفسها داخل تايوت يطفو على الماء بسرعة كبيرة والمغارة تتهاوى من كل جانب
فتحت عشتار التابوت وأخذت تتفحص المكان لكن دخاناً كثيفاً كان يحيط بالتابوت
استغربت كيف للتابوت الزجاجي أن يطفو على الماء ومن أين يأتي هذا الدخان الكثيف لكنها انتبهت لريشة كبيرة كانت تحت التابوت كانت هي التي تحمل التابوت فوق الماء وهي التي تبث الدخان
كان بإستطاعة عشتار أن تبصر مابداخل الدخان وليس ما بخارجه
كانت الريشة فضية وبها مادة زيتية تجعلها تطفو
استمرت الريشة في الجريان فوق سطح الماء والمغارة تهتز بعنف والحجارة تتساقط في كل مكان
كانت عشتار تسمع صوت الهزات وصدى الضربات المتكررة في المغارة وتحس بالحجارة وهي تتساقط في الماء
أخيراً خرج التابوت من المغارة وغدا أسرع من ذي قبل
بدأ الدخان بالتلاشي تحت أشعة الشمس وكأنه ضباب الصباح
أحست عشتار بالاطمئنان لكنها كانت حذرةً جداً
كانت تعلم أن خطراً محدق بها فقد شاهدت ظل السعلاة
وكانت تعلم يقيناً أن أحداً ما قام بمساعدتها لاسيما أنها ترى هذه الريشة للمرة الثانية
أخيراًتوقفت الريشة بعد أن تبدد الضباب
كانت الريشة قد وصلت لليابسة
نهضت عشتار وخرجت من التابوت هي ونارين
أخذت عشتار تنظر للتابوت الزجاجي وأزهار الياسمين
ما إن خرجت عشتار ونارين من التابوت وتبدد الدخان حتى ارتفع التابوت في الهواء بشكل سحري وعجيب وأخذ يطير عائداً للمغارة فيما ظلت الريشة تطفو على الماء بسكون
حاولت عشتار أن تمسك بالريشة لكنها فوجئت بثلاثة رؤوس لثعابين خرجت من الريشة وأخذت تحاول نهش عشتار
تأكدت عشتار أن هذا سلاح لشخص ما
وأن هذا الشخص قام بمساعدتها
هذا ليس أحد أسلحة جلجامش
وليس للشنفرة أيضاً
من هذا الشخص ياترى!!
لم تكن عشتار تعلم أن هذا الشخص كان طالوت الذي حاول الصعود فوق التابوت لكن تعلقت السعلاة في قدمه
فدفع بالتابوت نحو الماء كي ينقذ عشتار
في الوقت الذي كانت عشتار تهرب من المغارة كان طالوت تحت قبضة السعلاة
أدرك طالوت أن موقفه صعب جداً إذ أنه لايستطيع استعداء سيفه فليس متأكداً إن كانت عشتار قد وصلت لبر الأمان ولايملك سلاحاً غيره لمجابهة السعلاة
والوقت أيضاً ليس من صالحه فالمكان أصبح خطيراً جداً
حاول طالوت التملص من السعلاة لكنها كانت قابضةً على قدمه بقوة
انتبه طالوت أن السعلاة لاتستطيع المشي يبدو أن قدماها مكسورتان
يبدو أن صخرةً قد سقطت عليها ومسرت قدميها
لكن لايبدو أنها تسعى وراء الهرب من هنا لقد عادة لتموت وتجعل أحداً آخر يموت معها
حاول طالوت ركل السعلاة بشكل هستيري فلاوقت لديه
لكنها كانت متشبثةً بقوة وكلما ركلها طالوت كانت تغرز مخالبها في قدمه بشكل مؤلم وفظيع
أخيراً قامت السعلاة بقلب طالوت ورفعه عالياً من قدمه ثم طرحته أرضاً وصعدت على صدره ونهشته في رقبته نهشةً قوية
أحس طالوت أنها النهاية فلا حول له ولاقوة
بدأت يداه ترتجفان وقوته تخور ووجع رهيب في رأسه وأذنيه وبدأت رؤيته لماحوله تضعف
فجأةً وسط انهيار الصخور وتساقطها حوله انقض وحش كبير على السعلاة
نظر طالوت ليفاجئ بالأسد ذو رأس النسر لابد أنه قام باقتفاء أثر طالوت واللحاق به إلى هنا فكما أن النسر الفضي يمتلك نظراً حاداً كذلك الأسد ذو رأس النسر
قبض الأسد على السعلاة من شعرها بمنقاره العظيم ورطمها أرضا ووضع كفه الضخم على صدرها وأخذ يجذب شعرها ليقتلعه بقوة وهي تصرخ
حاول طالوت النهوض والابتعاد لكنه أحس بدوخة ودوار
تذكر ماحدث له في الغابة حين عضته السعلاة
وتذكر كيف تعافى حين قام صديقه الجني بإجباره على تناول قطعة من جسد السعلاة التي عضته
زحف طالوت نحو السعلاة وهي تصرخ بشكل مفزع وصعد على صدرها
أدرك طالوت أن لابد له من فعل ماينوي فعله لكي ينجو
عض طالوت السعلاة من رقبتها بقوة والأسد كان مازال واضعاً يده على صدرها ويجذب شعرها وهي تنتفض وتصرخ من الألم
أخيراً اقتلع الأسد شعرها واقتلع طالوت قطعةً من لحم رقبتها وتناثر الدم الأخضر في كل مكان
مضغ طالوت قطعة اللحم بمرارة مؤلمة ثم تعلق برقبة الأسد الذي انطلق فوراًبطالوت هارباً من المغارة
كانت الحجارة تتساقط بقوة في كل مكان والأسد يتفادها بسرعة وكأنه يحاول النجاة أيضاً
وصل طالوت وهو على ظهر الأسد لباب المغارة ليفاجئ بصخرةٍ كبيرة تسد المدخل
لقد علم الآن لماذا لم تستطع السعلاة الخروج
أخذ الأسد يصطدم بالصخرة ويضربها ضرباً متكرراً ليزيحها عن مدخل المغارة
أخيراً استطاع الأسد إزاحته بمقدار قليل جداً يكفي لخروج طالوت لكنه لايكفي لخروج الأسد
توقف الأسد متعباً ونظر لطالوت وكأنه يقول أن هذا كل ما أستطيع فعله
خرج طالوت من الفتحة وهو يفكر كيف سيترك الأسد بعد كل مافعله من أجله فحمل حجرةً صغيرة ووضعها تحت الصخرة الكبيرة ودخل للمغارة مرةً أخرى
عاد للوراء وقفز ليضرب الصخرة من الأعلى
فهم الأسد مايحاول قوله طالوت فقفز هو الآخر ليضرب الصخرة من الأعلى إلى أن تحركت الصخرة الكبيرة متدحرجةً بعيداً عن مدخل المغارة
خرج الاثنان هاربان بعيداً وما إن خرجا حتى تهاوت المغارة بشكل كلي نظر طالوت للأعلى ليرى النسر الفضي يحلق مبتعداً في السماء
في هذه الأثناء كان الشنفرة قد استعاد عافيته وأخذ يفكر فيما سيفعله
أخذ يفكر في عشتار
لقد اشتاق لها كثيراً
كان يفكر في المكان الذي قد تكون فيه الآن
لاشك أنها ليست مع جلجامش فلقد انتصر الشنفرة على جلجامش
لقد خطفها الذي كان خلف جلجامش لاشك
لكن أين قد تكون الآن
أحس الشنفرة بتأنيب الضمير فهو الذي وضع عشتار في هذا الخطر المبهم
فكر أن يطير بسرعة بحثاً عن عشتار لكن طيرانه سيستهلك طاقةً كبيرة لاسيما أن عليه الطيران لاتجاهات متفرقة إلى أن يحالفه الحظ ويجد عشتار
لكن حتى وإن وجد عشتار قد تكون في خطر ويكون قد استهلك طاقته ولايقدر على إنقاذها ويعرض نفسه للخظر أيضاً
ناهيك على أنه قد يلفت الأنظار حوله ويدل أعداءه عليه كالحرور أو غيرها
لمعت فكرة في ذهن الشنفرة بعد أن تذكر الحرور
بعد أن طار الشنفرة بالحرور أصيب بالإعياء وعاد لهذه المغارة كي يرتاح لكنه استعاد عافيته بسرعة على غير العادة
يبدو أنه حين يحمل حملاً ثقيلاً وهو يطير تكون سرعته أبطأ ولايستهلك جميع طاقته لاسيما إن كان مايحمله مغموراً في الماء
خرج الشنفرة من مغارته وأمسك بصخرة كبيرة وحمله طائراً بسرعة نحو النهر
لقد قرر البحث عن عشتار في الممرات المائية عل الحظ يحالفه ويجدها وفي نفس الوقت لايستهلك طاقته فلو واجه عدواً ما يستطيع ترك الصخرة والهرب بعيداً
في الرقت الذي كان الشنفرة يبحث عن عشتار في البحر كان حلجامش يطير باحثاً عنها وطالوت يمشي باحثاً عنها
الكل يبحث عن عشتار
لكن طالوت كان يستشعر سيفه فالسيف عند عشتار
وصل طالوت لضفة النهر فوجد الريشة تطفو على الماء ولا أحد هنا
كان طالوت ينظر لسيفه الذي أهداه لعشتار وهو أغلى مايملك ورمت به في النهر وكأنه لاقيمة له
كان طالوت لايعلم أن لاغيره يستطيع استخدام سلاحه لذلك لم يدري لماذا لم تأخذ عشتار السيف
أخذ يفكر كيف تستطيع عشتار النجاة والصمود في عالم كهذا!
مالذي يميزها!
مالقوة التي تمتلكها
جلجامش يملك القوة
وذلك الجني السريع يمتلك السرعة
وأنا امتلك الذكاء
مالذي تمتلكه عشتار لتستطيع السيطرة على كل هذه القوى
إنها تمتلك الحب
كانت عشتار كعادتها تنشر الحب أينما حلت لذلك هي تستطيع النجاة والتحكم في كل شيء
الحب أقوى من كل شيء
في الوقت الذي كان طالوت ينظر لسيفه على سطح الماء مر به الشنفرة
بسرعة افلت الشنفرة بالصخرة من يده وتعلق على غصن شجرة
وأخذ يراقب طالوت
إنه الرجل الذي تغلب علي بعد أن هزمت جلجامش
لماذا عشتار ليست معه؟
كان طالوت لم ينتبه للشنفرة بعد فسرعة طيران الشنفرة لم تصل لعينه بعد
لكنه حين انتبه لصوت الماء القوي اخذ يتلفت حوله علم
طالوت أن حركة الماء بهذا الشكل المرعب لابد أنها بسبب سرعة كبيرة ويوجد جني واحد يستطيع الطيران بهذه السرعة
علم طالوت أن هذا الجني يراقبه الآن
وأنه قد يهجم عليه في أي لحظة ولن يكون بإستطاعة طالوت حتى رؤية هذا الهجوم
أحس طالوت بالخطر
فكر في أن يقفز في الماء فلاشك أن الجني سيكون أبطأ في الماء لكنكم من الوقت يستطيع طالوت الصمود داخل الماء دون تنفس
