رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني الجزء الثانى “الكتاب الثاني”
رواية طالوت فى ارض الجن | الجزء الثاني من رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني
الحلقة العاشرة
طالوت والإنسية التي تزوجت جني – الحلقة العاشرة
سقط طالوت في بطن هيڤيا وأخذ يتدحرج للأسفل ويصطدم بجدران الشجرة الداخلية المليئة بالشقوق والحراب والصخور كانت هيڤيا مجوفةً من رأسها لجذورها
هيڤيا هي شجرة مطاط عجوز سحرية وسامة احتجزت السعلاة عن طريق فخ نصبته عشتار لها داخل الشجرة لكن السعلاة كانت تمتلك طاقة نباتية استطاعت بواسطتها الاستحواذ على هيڤيا والتحكم بها لدرجة أنها جعلتها تتحكم بها وتحركها لتمشي بحثاً عن عشتار
مع أن هيڤيا فقدت السيطرة على جذعها إلا أنها كانت محكمةً قبضتها على السعلاة فالسعلاة استحوذت جسد هيڤيا لكن هيڤيا كانت تسجن السعلاة
سقط طالوت أخيراً واستقر تحت قدمي السعلاة
انتفض طالوت وهو منهك بجراحه من شكل السعلاة
كانت ملتصقةً بجدار هيڤيا الداخلي والمطاط يغطي معظم جسدها وعينيها وكأن جسدها ممتزج بالشجرة وكأن جذور كل واحد منهما متداخل مع الآخر
رفعت السعلاة رأسها وكأنها تبحث عن الذي سقط تحت قدمها ثم فجأةً التفت الجذور حول طالوت من كل جانب وقامت السعلاة برفعه معلقاً أمام وجهها المرعب
وصرخت:
– أنت الذي حاولت مهاجمتي سأقتلك شر قتلة هاهاهاها
تكلم طالوت:
– ما أنا إلا عابر سبيل في هذا الوادي وقد هاجمتني على حين غرة وأصبت بالذهول إذ أنني لأول مرة أرى شجرة ضخمة بهذا الحجم تتحرك!
حمحمت السعلاة وصرخت بغضب:
– أول مرة ترى شجرة تتحرك ها.. إذن أنت لست جنياً.. أنت إنسي
أجاب طالوت بهدوء:
– هذا صحيح أنا إنسان ضل طريقه وساقه حظه إليك أيتها السيدة الجليلة
ضحكت السعلاة وصرخت:
– سيدة جليلة ها.. هاهاهاها أنتم بني البشر مخادعون تحاول استعطافي كما فعلت عشتار لكنها خدعتني ثلاث مرة تلك الوغدة سأقتلها ولو كان آخر شيئاً أفعله في حياتي
أصيب طالوت بالذهول حين سمع السعلاة تنطق اسم عشتار ناهيك عن أن عشتار قامت بخداع هذه الجنية المرعبة ثلاث مرات لكنه استدرك شيئاً ما..
إن نجحت عشتار في خداع هذه الجنية أكثر من مرة لن يصعب عليه خداعها هو الآخر لكن عليه أن يكون حذراً فلايبدو أنها ستثق بإنسان مرةً أخرى
قال طالوت:
– ياسيدتي إن قتلتني لن تستفيدي شيئاً وإن أبقيتي على حياتي لن يضرك شيء أيضاً لكنني قد أستطيع مساعدتك فيما أنت تنوين فعله
أنت تسعين وراء المدعوة بعشتار أظن أنني أستطيع مساعدتك في ذلك
صرخت السعلاة:
– لا أحتاج مساعدتك فأنا أستطيع تحديد مكان كل من شرب من مائي وأنا في طريقي سعياً وراءها
قال طالوت بسرعة:
– لم أكن أقصد ذلك فأنت لاشك ياسيدتي تستطيعين تحديد مكانها لاشك،، ما كنت أقصده أنني استطيع جلبها لك بدل أن تذهبين أنت خلفها
صرخت السعلاة:
– تريد خداعي أيها الإنسي لن آمن لكم بني البشر بعد كل ماجرى لي
فطن طالوت أنه لن تنفع أي حيلة مع هذه الجنية الغاضبة ولابد من حل فوري
بدأت السعلاة تعصر طالوت بجذورها
حاول طالوت جذب سيفه لكنه لم يستطع
بدأ طالوت يختنق وغدا وجهه أزرقاً قامت السعلاة برفعه عالياً ورطمه في الأرض بقوة كبيرة حتى زهقت روحت ثم رفعته مرةً أخرى وأخذت تضربه في جدران الشجرة بقوة وهو هامد لايتحرك
ثم قربته من جسدها حتى التصق بها فانفك المطاط منها والتف حول جثة طالوت وهربت السعلاة من هيڤيا أخيراً
في هذه الأثناء كانت عشتار على شفا شلال ضخم على ضفته اليمنى غابة سوداء على ضفتها جني أسود وألسنة اللهب تملأ رأسه يرميها بأخشاب تكدست خلف العربة وأخذت تدفعها نحو الشلال والضفة الأخرى نعجة بجسد عقرب تدعى الحرور تريد الثأر من الشنفرة
كانت عشتار مختبأةً بين جلجامش والشنفرة وكلاهما كانا جريحين وفاقدين للوعي
حاولت عشتار إيقاظ أحدهما لكن لافائدة
كانت العربة تقترب من الشلال والحرور تصرخ بعشتار:
– تعالي إلي لاتكوني غبية لن أمسك بسوء ثأري مع الشنفرة فقط
كانت عشتار تنظر تارةً في وجهة الشنفرة وتارةً أخرى في الشلال الذي بدا صوته مفزعاً
فكرت في الاستسلام لكنها تذكرت كل ماجرى بينها وبين الشنفرة وكم مرةً ضحى بحياته من أجل إنقاذها لايمكن أن تسلمه لهذه النعجة لابد من وجود حل ما
وقفت عشتار أخيراً وأخذت تنظر للحرور بتحدي:
– حسناً إن كان ثأرك مع الشنفرة سأتجه نحوك وأسلمه لك لكن مالذي يضمن لي أنك لن تقتليني أنا وجلجامش
صرخت الحرور:
– أعطيك كلمة شرف أن لايمسك سوء
أجبت عشتار:
– لقد تعلمت في عالمكم أنا لا أثق بأحد أنا آسفة إما أن تقدمي ضماناً وإلا فلا
ضحكت الحرور ثم قالت:
– لايبدو أن لديك الوقت للمساومة لست في موقع قوة لكن قولي لي مالضمانة التي تريدينها؟
– خلصيني من هذا الجني وسأسلم لك الشنفرة
ابتسم الجني الأسود الذي كان يسمع محادثة عشتار والحرور فيما ضحكت الحرور هي الأخرى قائلة:
– لا طاقة لي في مجابهة سوسيرا إن لم تثقي بي فأنت حرة
نهض سوسيرا الجني الأسود وأخرج ذيله الذي كان مشتعلاً أيضاً ورمى بكتلةٍ نارية من ذيله على الأخشاب والعربة التي بدأت تشتعل
هذا ما كان ينقص عشتار عربة تشتعل ناراً لأول مرة عشتار لا تمتلك أي خطة أول حل للخروج من مأزق يواجهها يبدو أن الأمور تعقدت في أرض الجن
أخذ الأسد ينتفض خوفاً من النيران مما أ سرع من عملية اقترابه من الشلال
حاولت عشتار تهدئته والسيطرة عليه لكنه انتفض وفقد توازنه واندفع نحو الشلال
وصلت العربة لنقطة النهاية وفجأة سمعت صوتاً رهيباً خلفها
التفتت عشتار لترى زوبعةً عظيمة تشق النهر قادمةً نحوها بسرعة كبيرة
ضربت الزوبعة العربة وحطمتها بقوة وتبعثر كل من كان عليها
كل ماتتذكره عشتار أنها أمسكت بيد جلجامش قبل أن تفقد الوعي
أفاقت عشتار بعد برهةٍ من الزمن لتجد نفسها في مغارة وفوق رأسها نارين
أصيبت عشتار بصدمة كبيرة حين رأت نارين فوق رأسها حاولت أن تحتضنها لكن نارين دفعتها بيديها وسقطت أرضاً
صرخت عشتار:
– نارين حبيبتي مالذي جاء بك إلى هنا!! وأين أختاك
كانت نارين تنظر لعشتار ببرود ثم تكلمت أخيراً:
– ابنتاكي ليستا أختاي ياعشتار
كانت عشتار مذهولةً من رد نارين لأول مرة تكلمها بهذا الجفاء
انتبهت عشتار لسيف كبير ومألوف على ظهر نارين
سيف كأنه سنارة
أشارت عشتار بتعجب للسيف:
– إنه سيف الأجهش!!
صرخت نارين:
– سيف والدي الذي قتله زوجك كي ينقذ حياتك بعد أن قتل أمي وقمتي أنتي وزوجك بخداعي عن حقيقة ماجرى
قاطعتها عشتار:
– لم أخدعك يانارين لقد أوصتني أمك عليك فعلاً لكننا أخفينا عليك حقيقة ماجرى.. كيف عرفتي بكل ماحدث يانارين
الانفجار الذي حدث في قلعة جلجامش
هربت من قلعتكم وعدت لمغارة والدي ووجدت سيفه
سيف العاصفة
إرثي
وسيفي الآن
حين أمسكت به عرفت كل شيء
عرفت أنكي مخادعة ياعشتار
سقطت دمعة من عين عشتار وقالت:
– لقد أحببتك كابنتي يانارين ومازلت أحبك ماجرى بين والدك وجلجامش كان شيئاً خارجاً عن إرادة الجميع حتى والدك لم يكن يريد أن تصل الأمور لهذا الحد لكن للأسف هذا ماجرى أن لا أعرف ماذا تريدين مني الآن يانارين إن كنتي تنوين قتلي لن أمد نحوك يداً لتمنع ذلك أنت كابنتي
هزت نارين رأسها بالنفي وهي تقول:
– لو كنت أريد قتلك لرميت بك في النهر كما فعلت بزوجك جلجامش لكن لاتخافي ستموتين ياعشتار ستموتين لكن أولاً علي أن استرد منك قوة أمي فهي إرثي أيضاً
صرخت عشتار باكية:
– يا إلهي ماذا فعلتي يانارين قتلتي جلجامش والشنفرة…
– لقد خطفتك فقط إنتي من تسبب في قتلهما ياعشتار إنتي من ذهب بهما نحو النهر
بكت عشتار بحرقة على جلجامش والشنفرة أيضاً فالاثنان كانا في غيبوبة وجريحان وسقطا في من شلال عظيم وسحيق
في هذه الأثناء أفاق جلجامش ليجد نفسه معلقاً على شجرة عظيمة بالقرب من شلال
أصيب جلجامش بالريبة والحيرة
كيف وصل إلى هنا!!
قام جلجامش بتفقد جسده فوجد نفسه مليئاً بالجراح والخدوش
نظر جلجامش لجرح بطنه فوجده بخير فتنفس الصعداء
تلفت جلجامش حوله بحثاً عن عشتار أو الشنفرة لكنه لم يجد أحداً
أمسك جلجامش بجذع الشجرة ونهض أخيراً وتأكد أنه يستطيع التحرك مع وجود بعض الآلم في ظهره وخاصرته لكن جسد جلجامش كان قوياً ويستطيع التعافي بسرعة على عكس الشنفرة الذي كان مغمض العينين في غيبوبته
كان وكأنه في حلم مظلم يحاول الخروج منه
يسمع أصواتاً حوله
يحس بجسده وكأنه يتحرك بقوة
وكأن شيئاً ما يقوم بسحبه أو دفعه لوجهةٍ ما
كان الظلام في مل مكان والشنفرة يتحرك بسرعة أسرع من سرعة الضوء
سرعة الظلام
هل هذه سرعة الظلام!
لأول مرة يسير بهذه السرعة
هل هو الموت!
هل هو ميت
أين عشتار
أخذ الشنفرة يتلفت حوله ولايرى سوى ظلام دامس
حاول النهوض
حاول الإشراق
وكأنه كان مقيداً
أخذ الشنفرة يحمحم
أخذ يسترد قوته للنهوض
انطلق..
انطلق الشنفرة أخيراً
كان يطير في الظلام بسرعة الظلام بحثاً عن الضوء
الضوء وحده هو الذي سيخرجه من هنا
عليه أن يبحث عن الضوء
عن بصيص الأمل
أبصر ضوءاً خافتاً وضعيفاً من بعيد
إنه الأمل بالحياة
اتجه الشنفرة نحوه بكل ما أوتي من قوة
كان الضوء يزداد ويقوى شيئاً فشيئاً
أحس الشنفرة وكأنه يطير في محيط مائع
لكنه كان يتحرك بسرعة
فجأةً اصطدم الشنفرة بشيء مؤلم
شهق شهقةً وفتح عينيه ليرى نفسه في النهر قد اصطدم بصخرة كبيرة
شهق الشنفرة شهقةً أخرى
أفاق أخيراً..
أفاق ليجد نفسه في نهر جاري
جسده مليء بالجراح والآلام
كيف جاء إلى هنا!
مالذي حدث!
أين جلجامش!
أين الذي كان خلف جلجامش
الذي تسبب في هزيمة الشنفرة بطريقة سحرية
أين عشتار!!
كان الشنفرة يصطدم من صخرة لأخرى
كان لايقوى على مجابهة جريان النهر لكنه كان سعيداً
كان سعيداً أنه استطاع التغلب على الظلام الذي كان يخاف منه
استطاع التغلب على الموت
الشيء الذي لم يستطع طالوت التغلب عليه
حل جسده مكان السعلاة التي هربت من هيڤيا
وأضحى ملتصقاً بجدارها لايتحرك
فجأةً سرت قعشريرة في جسد طالوت
لو تعرض الإنسان الطبيعي لما تعرض له طالوت لكن جرعات الأدونيسين المتكررة التي تعرض لها طالوت أنقذت حياته
كان مازال لديه نبض لكنه ضعيف جداً
وكأنه يقول لم يحت وقت موتي بعد
لم أنه ماجئت من أجله
لكن نبضه كان ضعيفاً جداً ولايقوى على إيقاظه من غيبوبته
الأمر الذي كان خطيراً جداً فالسم الموجود في هيڤيا بدأ يسري في جسده
ظناً منها أنها تقاوم السعلاة