رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني الجزء الثانى “الكتاب الثاني”
رواية طالوت فى أرض الجن – الجزء الثانى من رواية عشتار الانسية التى تزوجت جني
الحلقة الثانية عشر
كان طالوت فوق النسر الفضي يتبع السعلاة التي كانت تقتفي أثر عشتار
أحس طالوت بتعب شديد جراء ماتكبده من العناء والتعذيب حيث أن برودة الجو بدأت تخرج الآلام في جسده فاستلقى فوق ظهر النسر ليرتاح قليلاً
مازال الجميع متعبون فما إن يخرجون من مصيبة حتى تصيبهم مصيبة أخرى لم يتسنى لهم حتى الآن أخذ قسط جيد من الراحة فطالوت منهك جراء ماحدث له داخل هيڤيا والشنفرة متمدد هو الآخر في مغارة حتى يستعيد قوته أما جلجامش فكان الأسوأ حالاً بين الثلاثة
أضحى حبيساً في الشجرة الميتة هيڤيا والمعركة التي جرت بينهم كان لها صدى يشد الانتباه
كان طالوت ملتصقاً بجدار هيڤيا الداخلي وفتحة في الجهة الأخرى كان يطل منها على خارج الشجرة
كان يفكر في وضعه الآن
كان جاور هو المحتجز هنا ثم قامت عشتار بوضع خطة خدعت بها السعلاة وأخذت مكان جاور وحين صادف جلجامش الشجرة واجه رجلاً شكله مألوف لكنه لايتذكره مكان السعلاة كيف حدث كل هذا!!
حاول جلجامش تخليص نفسه عدة مرات من الشجرة لكن مفعول المطاط مازال قوياً وقد يستغرق انتظاره وقتاً طويلاً قبل أن يتمكن من الخلاص
الوقت هو الذي لم يكن يملكه جلجامش
كان عليه إيجاد عشتار والعودة بها لمواجهة الجن الستة المتبقيين لكن يبدو أن مجموعة الجن لن ينتظروا عودة جلجامش فالضحضاح قام بقطع طريق جلجامش وتغلب عليه بصعوبة والآن سوسيرا يتجه نحو جلجامش هو الآخر
أبصر جلجامش جسماً أسوداً يتجه نحوه
أمعن جلجامش النظر فعرف سوسيرا
إنه ذلك الجني الأسود الذي يخافه كثير من الجن
مع أن سوسيرا صغير في السن لكن صغر سنه لم يمنعه من أن يكون من أخطر الجن فقد أثبت قوته وجدارته عدة مرات كما وصل لجلجامش فقد كان سوسيرا من الجن المعروفين والأقوياء
لم يسمع أحد سوسيرا يتكلم قط
فقط أجمع الجميع أنه كان دائماً مبتسماً حتى وهو يقاتل يكون مبتسماً الذي يثير الغضب والريبة والخوف أيضاً خصوصاً إن كان يتجه نحوك وأنت لاتستطيع تحريك حتى إصبعك
وصل سوسيرا أخيراً لجلجامش ووقف بصمت قليلاً أمامه وجهاً لوجه بإبتسامته المعتادة وكأنه يتفحص المكان وحين استوعب سوسيرا مالذي يجري حوله زادت ابتسامته
حمحم جلجامش قائلاً:
– إن كنت تريد قتلي دعني أدافع عن نفسي ع الأقل ليس من الشرف في شيء أن تقتل أحداً مقيداً
الاثنان جلجامش وسوسيرا كانا يعرفان تمام المعرفة أن سوسيرا ليس لديه شرف
كان شعر سوسيرا عبارة عن ألسنة لهب مشتعلة وجسمه أسود نتن وله ذيل طويل مشتعل كالسيف
أما وجهه فكان مخيفاً ومرعباً
كان يمتلك عينان لابؤبؤ فيهما وابتسامة بلهاء بفمه الكبير والعريض لاتفارق وجهه
رفع سوسيرا السيف الذي في ذيله وأخذ يرمي الشجرة بألسنة لهب كالحراب المشتعلة
أخذ يرمي بسرعة وقوة وبدأت النيران تشتعل في الشجرة وكلا الاثنان جلجامش وسوسيرا يراقبان ألسنة اللهب
جلجامش يراقب بقلق وغضب وسوسيرا يراقب بإبتسامة وزهو
كان جلجامش يشعر بالغضب والقهر
تذكر والده فجأة
تذكر والده في اليوم الذي أهداه سيف الرعد
جرى نزال بينه وبين والده كان والده يريد اختبار قوة جلجامش ويقيم مدى نجاح تدريبه
أعطى والد جلجامش سيف الرعد لجلجامش وأمسك بسيف عادي
حين بدأ النزال كان جلجاش مركزاً على الحركات التي يستطيع فعلها في السيف أخذ ينشأ القذائف الرعدية ويضرب السيف في الأرض تارة ليصعق من يقف عليها وتارة يرمي السيف في الهواء الصواعق تنتشر حوله نحو والده
في حين كان والده يصد الهجمات بكل سهولة فهو صاحب السيف ويعرف كيف يتصدى لهجماته ناهيك على أن جلجامش لم يكن متعوداً على استخدام السيف لكن لم يكن هذا السبب الوحيد الذي أدى لهزيمة جلجامش فوالد جلجامش كان يريد تلقين جلجامش درساً لن ينساه
قفز والد جلجامش طائراً في الهواء بعد أن قذف جلجامش كتلة رعدية نحوه
اخترق والد جلجامش الكتلة الرعدية بقوة كبيرة واكمل طريقه نحو جلجامش والرعد ينتشر في جسمه بقوة وركل جلجامش في صدره
طار جلجامش للخلف بعيداً جراء ركلة والده
لكنه استعاد توازنه ليجد والده طائراً نحوه بسرعة كبيرة فما كان منه سوى أن قذف صاعقةً كبيرة أخرى من السيف
كان والد جلجامش مازال متجهاً نحو جلجامش ثم بخفة وسرعة عجيبة دار حول الصاعقة وهو قافز في الجو ولفها بردائه وقذف بها نحو جلجامش
ضرب جلجامش الأرض بالسيف فكون قوقعةً رعدية حوله لتصدي هجوم والده
ماإن تصدى جلجامش لهجوم والده حتى اختفى والده عن نظره
أخذ جلجامش يتلفت يميناً وشمالاً فوق السماء وبين الصخور حتى لايتعرض لهجوم مباغت لكنه فوجئ حين خرج له والده من تحت الأرض وأمسك بجلجامش من قدمه ورطمه في الأرض ورمى بالسيف بعيداً
وضع والد جلجامش قدمه على صدر جلجامش وجلجامش ممدد على الأرض ثم تكلم الملك أخيراً:
– لقد أخترت أن تكون أنت حاملاً لسيف الصاعقة دون إخوتك ياجلجامش لأنك أقواهم لكنك يا جلجامش متهور ومتسرع ومغرور بقوتك كنت تظن أن القوة وحدها تستطيع جعلك تظفر في المعركة كنت تركز على السيف ولم تكن تركز على قوة العقل
سلاحك ياجلجامش يستمد قوته منك ولأن هذا السلاح يحتاج قوةً كبيرة رشحتك لحيازته لكن عليك أن تفهم ياجلجامش حتى أعظم الحيتان واقواها ليس لديه أي قوة في الصحراء حتى تكون قوياً عليك أن تتألم أولاً فالألم ثمرة والثمرة تحتاج لغصن قوي لكي تنمو فيه وكل قوة لايكون منبعها القلب تكون ضعفاً كل قوي في الجسم وليس قوي في العقل تقتله قوته لاتكن غبياً يابني عليك أن تبحث عن الحكمة في كل الأمور
ثم مشى والد جلجامش مبتعداً لكنه التفت قبل أن يرحل نحو جلجامش قائلاً:
– لقد أجدت استخدام السيف لكنك لم تكن تتوقع هزيمتي ههه السيف لك ياجلجامش لكن عليك أن تكون أقوى منه
كان جلجامش يتذكر كلمات والده وهو مقيد في الشجرة في الشجرة والنيران تنهش الشجرة من كل جانب
كان كل مانظر لسوسيرا ازداد غضباً
حمحم جلجامش وأخذ يحاول اقتلاع نفسه من الشجرة كان يفكر في الذي سجنوا في هذه الشجرة
جاور
السعلاة
الشخص الغريب الذي رمى به في الشجرة
كان يفكر بهم وهو يقول لنفسه
” كلهم ضعفاء.. أنا أقوى منهم”
أخذ جلجامش يهتز والشجرة تهتز
كانت النيران قد وصلت إليه
ومازال سوسيرا مبتسماً وهو يلوح بسيفه بسرور
أخذ جلجامش يتمتم
“حتى تكون قوياً عليك أن تتألم فالألم ثمرة تحتاج لغصن قوي لكي تنمو”
بدأت ألسنة اللهب تلتف بجلجامش ومازال يهتز والشجرة تهتز أيضاً
بدأ جلجامش يحترق ويتألم
كان يريد أن يتألم
احمر وجه جلجامش وخرج قرناه
احمرت عيناه وأخذ يصرخ بقوةٍ كبيرة
ومازال سوسيرا مبتسماً
فجأةً انفجرت الشجرة انفجاراً رهيباً جداً وانطلق جلجامش بقوة جبارة تخطف الأبصار نحو سوسيرا
سرعان ما انطلق سيف الصاعقة في يد جلجامش
ضرب جلجامش سوسيرا بالسيف لكن سوسيرا كان له بالمرصاد إذ رفع السيف الذي في ذيله وتصدى لضربته السريعة
ركل سوسيرا جلجامش لكن جلجامش أمسك به ورطمه بالأرض
كانت النيران تأكل في جسد جلجامش وجلجامش يحارب بشكل مرعب
لكن سوسيرا مازال مبتسماً وهو يتصدى لهجمات جلجامش بسرعة وقوة
قفز جلجامش للوراء وضرب الأرض بكلتا يديه بقوة جبارة فانطفأت النيران في جسمه ثم انطلق نحو سوسيرا مرةً أخرى وهذه المرة بدون سيف
وجه جلجامش لسوسيرا لكمةً في وجهه كان الجدير بها أن ترمي به بعيد مسافة ميل على الأقل لكن سوسيرا لف ذيله حول رقبة جلجامش بسرعة تعلق به
أدرك جلجامش أن سوسيرا ليس بالخصم السهل وأنه سيتعلق به كلما حاول التخلص منه لكن سوسيرا كان يواجه جلجامش
طار جلجامش عالياً في الجو وسوسيرا متعلق به
طار عائداً نحو الشجرة
وسوسيرا مازال مبتسماً
ارتطم الاثنان بجدار الشجرة والتصقا به ثم بقوة جبارة قام جلجامش بخلع نفسه من الجدار كما فعل أول مرة
حاول سوسيرا فعل نفس الشيء لكنه لم يكن يمتلك نفس القوة
لم يكن يمتلك نفس الغضب
فمازال مبتسماً
قفز جلجامش على سوسيرا وأخذ يوجه له لكمات قوية وسريعة جداً
كان الدم يتناثر من وجه سوسيرا
والنيران جعلت من المكان كالفرن
لكنه مازال مبتسماً
خرج جلجامش أخيراً من الشجرة
تاركاً سوسيرا خلفه
يحترق بنيرانه
مشى جلجامش قليلاً لكنه توقف فجأة وانطلق عائداً نحو الشجرة بسرعة كبيرة وكأنه لم يكتفي بهذا وكأن ابتسامة سوسيرا استفزته لدرجة أنه يريد محوها
دخل للشجرة مرة أخرى واقتلع سوسيرا وخرج به
ورطمه على صخرة كبيرة جداً
نهض سوسيرا بسرعة بإبتسامته البلهاء وقام بالتلويح بسيفه لينشأ درعاً من اللهب نحو جلجامش كي يبعده لكن جلجامش وقف مكانه لايتحرك وكأنه يتحدى النار كما تحدى والده الرعد
كان يريد كسر غرور سوسيرا كما كسر والده غروره
أمسك جلجامش بذيل سوسيرا فالتف الذيل على ذراع جلجامش وأخذت النيران تنتشر في ذراع جلجامش
كان جلجامش محكماً قبضته على ذيل سوسيرا ويرطمه بالأرض بشكل متواصل إلى أن أحس جلجامش بأن ذيل سوسيرا قد لان
أفلت جلجامش الذيل منه فارتطم سوسيرا بالصخرة مرة أخرى
قام جلجامش بنفض يده وإخماد نيرانها
واتجه نحو سوسيرا فلم يجده على الصخرة
وقف جلجامش بهدوء وهو ممسك بسيف الصاعقة مرة أخرى
انقض سوسيرا على جلجامش بشكل مفاجئ من الأعلى لكن جلجامش كان أسرع منه
ضرب جلجامش سوسيرا بسيف الصاعقة على رأسه فقسمه نصفين
مات سوسيرا أخيراً
شطره جلجامش شطرين
كان السيف قد توقف في صدره وغدا معلقاً في سيف الصاعقة
انتبه جلجامش لوجه سوسيرا أخيراً بعد أن قسمه لقسمين
كان قسم وجهه الأيمن عابس وقسم وجهه الأيسر مازال مبتسماً
لقد عبس وجهه من ضربة جلجامش لكنه من سرعة الضربة لم يتسنى له أن يزيل الابتسامة من النصف الآخر
نفض جلجامش السيف بقوة فقسم سوسيرا لقسمين متكاملين متجانسين وسقط خلفه والدماء تسيل من كل القسمين العابس والمبتسم
وقف جلجامش وسوسيرا تحت قدميه يخور بدماءه وقد خمدت نيرانه
وصرخ صرخةً عظيمة ثم أنشد يقول:
وماهابني ضربُ الحِرابِ لأنني
مهما حمي الوطيسُ عبوسُ
مهما تكالبت الحِرابُ هشمتُها
كالنارِ تُضرم وهي ضروسُ
ولي من الصولاتِ ماهابه ركبُ العِدا
ما قد رُأيتُ إلا وحولي رؤوسُ
فإذا عدوتُ هززتُ الأرض مهابةً
قدماي تسألانِ هل كان يدوسُ
وفي يومٍ شديدِ الحرِ واجهني
غضٌ يظنُ أن يصيد فريسُ
إن الزمان أشابني و أهابني
وغريرُ القدِّ متضاحكٌ مهووسُ
يمشي مختالاً يلوحُ بسيفهِ
ضحكٌ بمبسمهِ والعيونُ بسوسُ
فقسمتهُ بالسيف نصفٌ عابسٌ
والنصفُ الآخرُ ماتسنى عبوسُ
رحل جلجامش عن المكان أخيراً يملأ جسده حروق كثيرة
كان جلد جلجامش سميكاً جداً لذلك لم تكن الحروق خطيرةً عليه ولاشك أن أثرها سيزول مع مرور الوقت سوى الحرق الذي في ذراعه الذي تسبب فيه ذيل سوسيرا إذ كان يبدو غزيراً جداً وأحمراً بشكل لولبي
في هذه الأثناء كانت عشتار مازالت في الحلم نائمةً هي ونارين في تابوت الياسمين الزجاجي المعلق في المغارة
كانت نارين تحتضن عشتار بقوة وهي مازالت تبكي
كانت عشتار تبكي هي الأخرى لكنها في نفس الوقت كانت تفكر كيف ستخرج هي ونارين من هذا الحلم
فجأةً أخذت أزهار الياسمين تذبل
كانت تسمع أصوات ضرب في جدار المكان مثل الذي سمعته أول مرة حين كانت هنا
ترى من يحاول إنقاذها هذه المرة!
جلجامش أم الشنفرة!
كان صدى الضرب يضج في المكان بشكل مفزع وبدأت جدران المكان تتكسر
فجأةً شاهدت عشتار وجهاً مرعباً كان كالظل في جدار المكان المتكسر
وجهاً تعرفه عز المعرفة
إنه وجه السعلاة
صرخت عشتار:
– يا إلهي كيف وصلت إلى هنا!!
صرخت نارين مذعورة هي الأخرى:
– من هذه التي تحاول تحطيم التابوت؟؟
أجابت عشتار بخوف:
– إنها السعلاة
أخذت صرخات السعلاة تتعالى في المكان بشكل مفزع:
– هاهاهاها سا أقتلك ياعشتار هاهاهاها لقد وجدتك أخيراً ولن تستطيعي الإفلات مني أو خداعي هذه المرة هاهاهاها
في هذه الأثناء كان طالوت قد استسلم للنوم بعد كل مامر به وهو على ظهر النسر
استيقظ طالوت إثر ضربة مفزعة كاد أن يسقط من ظهر النسر بسببها لكنه تمسك بذيله في اللحظة الأخيرة
أخذ طالوت ينظر حوله فوجد أن النسر الفضي قد استقر فوق جبل وأخذ يضرب الجبل بقوة كبيرة وكأنه يريد تحطيمه
كان الجبل متحطماً بعض الشيء يبدو أن شيئاً ما قد حدث هنا من قبل
لكن لماذا يريد النسر تحطيم هذا الجبل
أخذ طالوت يمعن النظر فانتبه لوجود مغارة
تذكر طالوت السعلاة
كان النسر يتبع السعلاة
يبدو أنها دخلت هنا لهذا يريد تحطيم الجبل
صرخ طالوت:
– يا إلهي عشتار بالداخل
انتفض طالوت محاولاً تهدئة النسر والسيطرة عليه لكنه لم يستطع
تذكر طالوت كلام يارخ عن هذا النسر
” إنه لعنة وشر عظيم”
أمسك طالوت بسيف الريشة وقفز لداخل المغارة بحثاً عن السعلاة وعشتار
ركض طالوت داخل المغارة بسرعة
وصل لنهاية المغارة ليجد شلالاً يجري بداخل المغارة والسعلاة تقف أمام الشلال وهي تضرب تابوتاً زجاجياً معلقاً أمام الشلال
أمعن طالوت النظر لداخل التابوت فوجد عشتار مسجاةً بداخل التابوت وفي حجرها بنت صغيرة
استل طالوت سيفه بسرعة كبيرة وقام بتوجيهه نحو السعلاة فتمددت الريشة بسرعة نحو السعلاة والتفت برقبتها ثم سحب السيف مرةً أخرى ورطم بالسعلاة أرضاً للجهة الأخرى والسيف مازال ملتفاً برقبتها خرجت رؤوس الثعابين الثلاثة من السيف وأخذت تنهش وجه السعلاة
كانت السعلاة تصرخ بصوت مفزع وهي تحاول التخلص من سيف طالوت
فجأة سمع طالوت صوتاً مفزع من أعلى المغارة
رفع رأسه فوجد صخرةً كبيرة تسقط بسرعة نحو التابوت
بسرعة أفلت طالوت السعلاة وقام بتوجيه سيفه نحو الصخرة فانطلق الحراب الفضية من السيف نحو الصخرة وقامت بتفتيتها قبل أن تصل للتابوت
كان سقوط الصخرة سببه النسر الفضي الذي كان يضرب الجبل بقوة
بدأ المكان يهتز والأحجار تتساقط في كل مكان
نظر طالوت نحو السعلاة فوجدها تهرب بعيداً فلاطاقة لها لمواجهة سلاح طالوت وفي نفس الوقت الجبل قد أوشك على الانهيار
أخذ طالوت يتصدى للحجارة التي تتساقط نحو التابوت واحدةً تلو الأخرى
في هذه الأثناء كانت عشتار ونارين خائفتان جداً ولاتعلمان مايحدث خارج التابوت سوى أنهما لم يريا السعلاة مرةً أخرى
صرخت عشتار:
– كيف نخرج من هنا يانارين علينا الخروج بسرعة
أحابت نارين وكأنها تتذكر:
– أظن أن علينا النوم مرةً أخرى
قالت عشتار:
– كيف نستطيع النوم في ظروف كهذه
قالت نارين:
– لا أدري إنها أول مرة لي في هذا المكان لكن هذا ماكانت تفعله أمي
استلقت الاثنتان على الصخرة التي تتوسط البحيرة واغمضتا أعينهما وسرعان مافاحت أبخرة من زهور الياسمين نحوهما إذ أن زهور الياسمين كانت قد تفتحت وأشرقت مرةً أخرى بعد أن توقفت السعلاة عن ضرب التابوت
تسببت الأبخرة التي فاحت من زهور الياسمين في جعل كل من عشتار ونارين في أن تغطان في نوم عميق
في هذه الأثناء تساقطت أحجار كبيرة جداً وكثيرة متجهة نحو التابوت
علم طالوت أنه قد لايستطيع تفتيتها كلها وأن التابوت معرض للخطر
أمسك طالوت بسيفه وضغط على رأس الثعبان الثلجي وأخذ يطلق الجليد نحو الصخور فقام بتجميدها وغدت الصخورة متجمدة ومعلقة فوق التابوت
لكن الجبل كان يهتز بقوة كبيرة ويبدو أن هذا الحل لن يستمر طويلاً فمازال النسر الوغد يقوم بضرب الجبل
يبدو أن فكرة الاستعانة به لم تكن صائبة
ركض طالوت نحو التابوت وحاول فتحه لكنه لم يستطع
حاول تحريكه لكنه لم يستطع
فكر طالوت في أن هذا التابوت المعلق في الهواء هو تابوت سحري
أمسك بسيفه مرة أخرى وضغط على رأس ثعبان الدخان وأخذ ينفث الدخان حول التابوت ليجعل التابوت يدخل في محيط غازي آخر قابل للتمدد
لمس طالوت التابوت فوجده يتحرك
بدأت الحجارة تتشقق مرةً أخرى
بسرعة وضع طالوت سيف الريشة تحت التابوت وقام بتوجيهه نحو النهر إذ يبدو أن أسفل هذا الشلال منبع نهر لابد أن يخرج لمكان ما
هم طالوت بالصعود فوق التابوت لكن فجأةً تعلق شيء بقدمه
نظر طالوت للأسفل ليجد السعلاة ممسكة بقدمه والشرر يتطاير من عينيها
سقطت الحجارة جميعها
دفع طالوت التابوت نحو النهر بسرعة
لم يستطع الانضمام لعشتار فأهداها سيفه
ماذا سيحدث